سفير ألمانيا: قضايا البيئة قاسم مشترك للحوار بين الأديان

الكاتب : إدارة الموقع الاثنين 11 يوليو 2016 الساعة 01:21 مساءً

الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلاً عن الأهرام: أعرب السفير الالمانى يوليوس جيورج لوى عن قناعته العميقة بأن الدين يمثل قوة توجيه مهمة لرفع الوعى حول القضايا البيئية؛ مشددا على أن الدين موجود فى كل نواحى الحياة اليومية للشعب المصري.

وقال إن هناك التزاما أخلاقيا منا جميعا تجاه الأجيال القادمة، يتمثل فى إنقاذ كوكبنا، منوها إلى أنه يمكن أن تكون القضايا البيئية قاسما مشتركا للحوار بين الأديان ، مستشهدا بقول الشيخ على جمعة مفتى الديار المصرية الأسبق الذى أعلن فيه أن حماية البيئة والدعوة للحفاظ عليها واجب ديني.
وكشف السفير الألماني فى الندوة التى عقدت فى الهيئة العلمية الألمانية أن التلوث البيئى والاحتباس الحرارى يشكلان خطرا أعظم بكثير من خطر الحرب، مشيرا إلى أن العمل على حماية البيئة يمكن أن يكون العمل الأكثر نفعا لتجتمع البشرية حوله، ويجب أن تصبح القضايا البيئية مكونا رئيسيا من مكونات المناهج التعليمية، ولذا وجب على علماء الدين التعرف على الأزمة البيئية التى نواجهها .
ويرى السفير الألماني، أنه يجب وضع القضايا البيئية فى الاعتبار عند وضع المناهج الدراسية ، وكتابة الخطب الدينية لتغيير السلوكيات بصورة فعالة ، مما سيؤدى فى نهاية المطاف إلى أنظمتنا البيئية والطبيعية، وضرب مثالا على ذلك قائلا: إن الكنيسة البروتستانتنية شاركت بنشاط فعال فى الحركة المناهضة للأنشطة النووية الألمانية.
وتناول القس شتيفان كارشه، راعى الطائفة الإنجيلية الألمانية بالقاهرة -الذى شارك فى الفعاليات الألمانية المناهضة للأنشطة النووية الألمانية التى اجتاحت ألمانيا فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي- موضوع القضايا البيئية موضحا، أن الحراك البيئى فى ألمانيا كان مرتبطا ارتباطا أصيلا بحركة السلام ولم يقتصر هذا الحراك على البيئية فقط، فضلا عن قضايا الفقر.
وأضاف القس كارشه، نحن مصممون على القيام بعمل من أجل البيئة كجزء من هذه القضية العالمية، وأن الكنيسة انخرطت فى هذا الحراك ريثما أعلنت الحكومة الألمانية عن خطتها للتخلص من النفايات النووية فى قرية صغيرة فى شمال غرب البلاد. وقال القس كارشه فى ختام النقاش: إن الدين يساعد الناس على الإحساس بأنهم جزء من المجتمع وهم فى ذات الوقت جزء من منظومة كونية ينتمى إليها كل من الحيوان والنبات، وكلهم متصلون ببعضهم البعض، وإذا تعرضنا لهذه المنظومة بالأذي، فإننا نضر أنفسنا فى ذات الوقت.
وفى نفس السياق قال الدكتور صالح النيفيلى أستاذ الأدب الانجليزى بجامعة الأزهر الشريف - إن السنة النبوية المطهرة مليئة بالأمثلة على رعاية النبى صلى الله عليه وسلم للحيوان والنبات وهو الشئ الذى يمكن أن يكون عاملا مؤثرا فى تغيير سلوك وعقليات المسلمين.
وأوضح ، أن القاعدة العامة فى الإسلام هي: أن كل ما يقيم الحياة يقع فى نطاق الحلال، وكل ما يدمرها يقع فى نطاق الحرام، فلا يجوز على سبيل المثال قتل الحيوان إذا كنت لن تأكله، مضيفا، إذا أطلقت النار على طائر لقتله من أجل الصيد الترفيهي، فإن هذا الطائر المقتول سوف يحاججك ويختصمك أمام الله يوم القيامة.
ويرى النيفيلى أنه من وجهة النظر الإسلامية أن البشر جزء من البيئة ويمثلون القلب منها، مشيرا إلى أن الله أحاطنا بمظاهر من الجمال من خلقه التى تحيط بِنَا من ماء وغذاء وأزهار ووضعها تحت تصرفنا، وأوكل إلينا سبحانه وتعالى رعاية جميع تلك المخلوقات.

عدد التعليقات 0

     
الاسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
أدخل الرقم التالي