البيئة والمياه الإماراتية: تطوير سياسات ومبادرات زراعية في الدولة

الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلاً عن وزارة البيئة والمياه الإماراتية:  تعمل وزارة البيئة والمياه لإدارة متكاملة للنظم البيئية والموارد الطبيعية من اجل اقتصاد اخضر، وعلى تطوير السياسات والخطط والمبادرات الزراعية التي من شأنها أن تعزز من حجم ونوعية الإنتاج الزراعي في الدولة بما يساهم في رفع معدلات الأمن الحيوي وتعزيز الأمن والسلامة الغذائية، وتحقيق مردود اقتصادي للمزارعين.

وحول جهود الوزارة في مجال مكافحة الآفات الزراعية التي تصيب أشجار الفاكهة فقد أفاد سعادة المهندس سيف محمد الشرع الوكيل المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية بالوزارة، بأن للوزارة برامج ومبادرات في مجال الإرشاد الزراعي، بالإضافة إلى إجراء الدراسات والأبحاث، إلى جانب برامج مكافحة الآفات والأمراض التي تؤثر على الإنتاج الزراعي.
وتقدم الوزارة بشكل دوري الإرشادات الزراعية للمزارعين في مختلف المناطق من خلال زيارات ميدانية ينفذها فريق إرشادي مختص، حيث يتم تعريف المزارعين بالوسائل الكفيلة للوقاية من الآفات والأمراض النباتية، والتعريف بأهم الآفات المنتشرة في كل منطقة، والسبل التي تحد من انتشارها، من خلال تطوير معارف المستهدفين من المزارعين، وإكسابهم المهارات اللازمة، للوقاية والمكافحة والاستخدام السليم للمبيدات الزراعية حسب مواسم ظهور الآفة. كما يعمل فريق الإرشاد الزراعي على تحديد الاحتياجات والمشاكل الميدانية التي تواجه المزارعين ووضع لحلول المناسبة لها، مع نقل نتائج البحوث الزراعية وتطبيقها.
وتعتبر أشجار النخيل والمانجو والحمضيات من أهم أشجار الفاكهة المستهدفة في عمليات المكافحة، وتستخدم الوزارة في ذلك أسلوب المكافحة المتكاملة والتي تتضمن استخدام المصائد اللاصقة والمبيدات العضوية أو الحيوية أو الكيميائية وذلك حسب نوع الآفة ودرجة الإصابة.
وصرح الوكيل المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية بأن من أهم المبادرات التي نفذتها وزارة البيئة والمياه لمكافحة الآفات التي تصيب أشجار النخيل مبادرة "نخيلنا" حيث يتم من خلالها مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء، والحميرة والدوباس وحفار العذوق وحفار الساق وعنكبوت الغبار. وتضمنت المبادرة أربع محاور رئيسية أولها صيانة المصائد الفيرمونية والضوئية، والمحور الثاني يتعلق بالعلاج الموضعي للإصابة بسوسة النخيل الحمراء، والمحور الثالث يستهدف مكافحة آفة الدوباس، في حين أن المحور الرابع يركز على استخدام التقنيات الحديثة في تنفيذ أعمال المشروع وتدريب الكوادر البشرية. وترتكز المبادرة على تطبيق حزمة متكاملة من الإجراءات والتدابير وتوظيف أحدث النظم والتقنيات في اكتشاف الآفات ومكافحتها ومعالجة الأشجار المتضررة، بالإضافة الى الإرشاد الفني وبناء القدرات وتعزيز أنشطة الإرشاد الزراعي لزيادة مستوى الوعي بأهمية المكافحة المتكاملة لآفات النخيل وصولا إلى المستويات العالمية في التحكم بآفات النخيل المختلفة.
وعن جهود وزارة البيئة والمياه الأخرى لحماية الثروة النباتية من الأمراض والآفات الزراعية ومنها مرض التدهور السريع لأشجار المانجو، فقد أوضح الشرع بأن المرض يتركز في المنطقة الشرقية من الدولة، وتتضح أعراض المرض من خلال ذبول الاوراق والافرع وقد تظهر الأعراض على جانب واحد من الشجرة وسرعان ما تنتشر لتشمل الشجرة بأكملها، كما تظهر الأعراض على شكل افرازات صمغية على جذوع الأشجار، وذبول الأوراق وموت الأشجار، وظهور صبغات بالحزم الوعائية للأفرع.
وذكر سعادته بأن الوزارة نفذت حملة متخصصة لمكافحة مرض التدهور السريع فيما يقارب 14776 شجرة مانجو في المنطقة الشرقية لعدد 65 مزرعة منذ بداية نوفمبر 2012 وحتى مارس 2013، بالإضافة الى تنفيذ برامج الارشاد الزراعي من قبل المهندسين والمرشدين الزراعيين على مستوى المنطقة وتقديم الارشادات اللازمة عن الاجراءات الوقائية للتصدي للآفات التي تصيب هذه الأشجار واجراءات العناية بها، وتحديد برامج التسميد. ويستمر برنامج المكافحة في شهر سبتمبر بعد انتهاء فترة الإنتاج.
وفي جانب الأبحاث المتعلقة بمرض التدهور السريع لأشجار المانجو فقد أجرت الوزارة دراسة لانتخاب أصناف مانجو مقاومة للفطريات المسببة لمرض التدهور السريع لأشجار المانجو. حيث يعتبر من الأمراض المنتشرة والمعروفة في كثير من الدول المنتجة للمانجو، ومن العوامل الرئيسية المساعدة على انتشار هذا المرض عدم العناية بالرعاية البستانية، التسميد وزراعة محاصيل بينية مع اشجار المانجو، واصابة الجذور بالجروح أثناء عمليات التنظيف، بالإضافة الى وجود الأشجار المصابة بالحقل مع الأشجار السليمة الغير مصابة، واستخدام أساليب الري التقليدية (الغمر) حيث ينتققل الفطر الممرض من الأشجار المصابة إلى الأشجار السليمة.
وقد تم إجراء الدراسة بنسبة 30 – 40% من الاشجار المصابة وتقليم الأفرع الجافة، ووضع حلقات مزدوجة حول الأشجار لتفادى وصول ماء الري إلى جذع الشجرة، ورش الأشجار بمبيد فطرى بمعدل 1.5  مل /لتر، خلال عدة فترات. ويتم ايقاف الري لمدة 48 ساعة من اضافة محلول المبيد للتربة ثم يستأنف برنامج الري العادي. كما تم توفير الرعاية الجيدة للأشجار من حيث التسميد لزيادة مقاومة الأشجار المصابة الشجرة على المقاومة.
وحول النتائج، صرح سعادة الوكيل المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية بأن كل من اصناف التيمور والقراط أكثر الاصناف مقاومة يتبعهم في القدرة على المقاومة صنف دوشيرى أما صنف زعفران فقد كان أقل مناعة وأكثر عرضة للإصابة.
وأكد سعادته على دور المزارعين التكاملي مع الوزارة وأهمية اتباعهم للإجراءات والإرشادات الزراعية التي يتم تقديمها لهم من خلال المرشدين الزراعيين، وتوفير الخدمة والرعاية البستانية لجميع المحاصيل في المزرعة بشكل دوري واستخدام وسائل الري الحديثة، وعدم نقل شتلات المانجو او اجزاء منها ( اقلام التطعيم ) من المنطقة المصابة التي توجد بها الإصابة الى مكان اخر، وتجنب  نقل اشجار التطعيم او الاشجار الميته، إلى جانب أهمية تعقيم ادوات التقليم والمعدات التي تستخدم في المزرعة وعدم زراعة شتلات المانجو في اماكن الاشجار المصابة إلى جانب عدم استخدام تربة المزرعة المصابة في انتاج الشتلات والرعاية الجيدة للأشجار من حيث التسميد لزيادة مناعة الأشجار.
وفي مجال مكافحة مرض مكنسة الساحرة على الحمضيات، أضاف سعادته أنه نظراً لخطورة هذا المرض وآثاره الضارة، تقوم الوزارة بمكافحة الحشرات الناقلة للمرض والتطبيق الصارم لتشريعات الحجر الصحي النباتي لمنع استيراد النباتات او المنتجات النباتية من البلدان التي سبق ان سجلت فيها اصابات بهذا المرض ارشاد المزارعين لزراعة أشتال سليمة وخالية من المرض. وأشار الشرع وفي مجال آفات الخضروات فان حشرة نافقة اوراق الطماطم تسبب فقدان الإنتاج الى نسبة قد تصل إلى 90%. والطور الضار لهذه الحشرة هو طور اليرقة.
وفيما يخص آفات الخضروات أوضح الشرع أن حشرة نافقة أوراق الطماطم تعتبر من الآفات الخطيرة التي تتسبب بفقدان ما يصل إلى 90% نت الإنتاج، ويعتبر طور اليرقة هو الطور الأشد تأثيرا وتتركز عمليات المكافحة في هذا لطور وتصيب بالإضافة الى محصول الطماطم عدة محاصيل اخرى مثل البطاطس والباذنجان والفلفل والاعشاب من العائلة الباذنجانية سواء كانت الزراعات داخل البيوت المحمية او في الحقول المكشوفة وللآفة عدة اجيال في العام.
وتكمن خطورة حشرة نافقة اوراق الطماطم في انها سريعة الانتشار من خلال الأنشطة المرتبطة بتجارة المنتجات والمواد الزراعية. وقد قامت الوزارة بالإجراءات الكفيلة التي من شأنها الرقابة على منافذ الدولة وحصر المزارع المصابة، واجراء عمليات المكافحة من خلال استخدام المصائد الجاذبة والرش بالمبيدات المناسبة سواءً في البيوت المحمية او في الحقول المكشوفة.
وأشار سعادة الوكيل المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية بأن الوزارة تعمل على تنفيذ حزمة من البرامج التدريبية، لرفع كفاءة عمل الجهاز الارشادي الزراعي بالوزارة والسلطات المحلية المعنية بالتعاون مع عدد من المنظمات العربية والدولية ذات العلاقة، إلى جانب تخصيص صفحة إلكترونية خاصة بمبادرة "نخيلنا" للاطلاع على أفلام الفيديو الوثائقية والتي تهدف نشر المعرفة والارشادات مثل: الإرشادات الزراعية وكيفية صيانة المصائد والإجراءات الوقائية والعلاجية، كما وفرت الوزارة كذلك نشرات إرشادية وكتيبات تعريفية بالآفات. كما نظمت العديد من الدورات التدريبية الإرشادية وورش العمل للمزارعين. ودعا الشرع إلى أهمية تواصل المزارعين مع مراكز ومكاتب الوزارة المنتشرة في جميع مناطق الدولة عند ملاحظة ظهور أي آفات أو أمراض أو الاتصال بالوزارة على مركز الاتصال 8003050 لتقديم الدعم الفني المناسب من خلال زيارة فريق من المختصين للمزرعة، لتشخيص الإصابة وتحديد السبل الكفيلة لعلاجها.
وفي جانب حماية الثروة النباتية بالدولة من دخول الآفات والأمراض العابرة للحدود فإن الوزارة تنفذ مبادرة لرفع جاهزية مراكز الحجر الزراعي والحيواني والمختبرات التابعة بمختلف منافذ الدولة، حيث تتمثل أهمية مراكز الحجر الزراعي والبيطري في تعزيز تدابير الصحة والصحة النباتية والصحة الحيوانية ورفع كفاءة التنسيق لحماية حياة وصحة الإنسان والحيوان والنبات وبذلك تعتبر تلك المراكز خط الدفاع الأول لحماية الدولة من الآفات والأوبئة.


جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير شركة الحلول المتكاملة
ps-egypt.com