الْسِيَاحَة البيئيَّة في سيناء

§  مُقَدِّمة:

مِمَا لا شكَّ فيه أنَّ الْسِيَاحَة تُعَدُّ من أكثرِ الصناعات نموًا في العالم، فقد أصبحت اليومَ من أهمِ القطاعات في التجارةِ الدُوليَّة؛ فالْسِيَاحَةُ من منظورٍ اقتصادي هي قطاعٌ إنتاجي، يلعبُ دورًا مُهمًا في زيادة الدخلِ القومي، وتحسين ميزان المدفوعات، ومصدرٌ لِلْعُملات الصعبة، وفرصةٌ لتشغيلِ الأيدي العاملة، وهدفٌ لتحقيق برامج التنميَّة، وعلى الصعيدِ البيئي تُعْتَبَر الْسِيَاحَةُ عاملاً جاذبًا للسيَّاح وإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعيَّة المُخْتَلِفة، والتعرُّف على تَضَارِيسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية، بِالإضَافةِ إلى زيارة المُجْتَمَعات المحليَّة للتعرُّف على عاداتها وتقاليدها[1].

وتُمَثِّل الْسِيَاحَةُ البيئيَّة أحد أهم أنواع الْسِيَاحَة، إنْ لَمْ تكن أهمها على وجه الإطلاق، ليس فقط لِعَائِدها الاقتصادي، ولكن أيضًا لِعَائدها السياسي، ومردُودِها الاجتماعي، وتَأْثِيرها الثقافي وتفاعلها الإنساني، والحضاري، فهي سياحةٌ مُتَعَدِّدةُ الجوانب، مُمْتَدَّةُ الأبعادِ، ذات تأثيرٍ فَعَّالٍ على كلٍ من الإنسان الفرد الذي يُمَارِسها، وعلى المشروع الذي يعمل بها، وعلى المُجْتَمَع الذي يَتَبَنَّى رسالتها، وعلى الشعبِ الذي يُؤْمِن بقضاياها، وقد أدَّى هذا كله إلى زيادةِ اهتمام كافة المُنَظَّمَات الدُوليَّة[2].

وبعبارةٍ أخرى فإنَّ الْسِيَاحَةَ البيئيَّة يمكن أن تُسْهم في تنشيط الاقتصاد الوطني في كثيرٍ من الدول ففى مصر نجد أن سيناء تمتلك كافة المقومات السياحية البيئيَّة[3].

لقد بات مُصْطَلَح «الْسِيَاحَة البيئيَّة» في الآونة الأخيرة، أحد أكثر المُصْطَلَحات تداولاً في الأوساط السياحيَّة الأكاديميَّة، وضمن البرامج التي تُقَدِّمُها شركات الْسِيَاحَة والسفر لعملائها في أغلب دول العالم، بما فيها تلك الأقل نموًا مثل نيكاراغوا والسلفادور بنسبة 128%[4].

والْسِيَاحَةُ البيئيَّة هي ذلك النوعُ السياحي الذي يجعل المُحيط البيئي الطبيعي المقصد الأساسي للزائر أو للسائح، وذلك بهدف التعرّف على ما يحتويه المُحيط البيئي ذاك من أنواعٍ وأنظمةٍ ومظاهر وعناصر طبيعيَّة (مادية، حيوانيَّة، نباتيَّة) وثقافيَّة، وبغرض التمتُّع الراقي بمجالات ومعاني وتعبيرات عناصر الجذب تلك، بوسائل وأشكال ودرجة انتفاع لا تُؤَدِّي إلى تدميرِ العناصر تلك، أو تحول دون بقائها وتطوُّرِها وتجدُّدِها وانتقالها إلى الأجيالِ القادمة، مع ضرورة اشتراك المُجْتَمَع المحلي في الانتفاع والمسؤولية[5].

وفيما يلي سَنُحَاولُ إلقاءَ الضوءِ على الْسِيَاحَةِ البيئيَّة في سيناء وذلك من خلال العناصر التالية:

§        أولاً: مفهومُ الْسِيَاحَةِ البيئيَّة.

§        ثانيًا:واقعُ ومُقَوِّمَات السياحيَّة البيئيَّة في سيناء

 

* أولاً: مَفْهُومُ الْسِيَاحَةِ البيئيَّة:

يُعْتَبَر مُصْطَلَحُ الْسِيَاحَةِ البيئيَّة (Eco-Tourism) من المُصْطَلَحات الحديثة نسبيًا؛ حيثُ ظهرَ منذ مطلع الثمانينيَّات من القرنِ المُنْصَرِم، وجاءَ لِيُعَبِّر عن نوعٍ جديدٍ من النشاطِ السياحي الصديق للبيئة، الذي يُمَارِسُه الإنسانُ، مُحَافِظًا على الميراثِ الفطري الطبيعي والحضاري للبيئة التي يعيش فيها، ويُمَارِس فيها نشاطَه وحياته[6]، وهو في هذه المُمَارسة والحياة ليس حرًا مُطْلقًا، يفعلُ ما يشاء دون حساب، بل هو حرٌ مسؤولٌ عمَّا يفعله، وهو يعيشُ في إطارِ المُعَادلة الآتية: الحرية السياحيَّة = المسؤوليَّة البيئيَّة، ومن ثَمَّ فإنَّ السائحَ يُصْبِحُ حُرًا بقدرِ التزامه بالسلوك البيئي السليم، ومن ثَمَّ هنا تأتي الْسِيَاحَةُ البيئيَّة لِتَضَع له ضوابط حماية وصيانة تنبُع من ذاته[7].

ويُذْكر أنَّ أوَّل مَنْ أَطْلَقَ مُصْطَلَح الْسِيَاحَة البيئيَّة هو المعماري المكسيكي وخبير الاتحاد العالمي لصون الطبيعة "هكتور سباللوس لاسكوراين"، وكان ذلك في عام 1983م[8].

وكان سباللوس- لاسكورين قد لاحظ أنَّ ثمة أعدادًا مُتَنَاميةً من السيَّاح، خصوصًا من أميركا الشماليَّة، مُهْتَمِّين بالدرجةِ الأولى بِمُراقبة الطيور.. لقد آمَن أنَّ مثل هؤلاء الناس يُمْكِن أنْ يلعبوا دورًا مُهِمًّا في تعزيزِ وتشجيعِ الاقتصاد الريفي المحلي، وخلق فرص عمل جديدة والحفاظ على البيئة في المنطقة، وبدأ باستخدام كلمة " الْسِيَاحَة البيئيَّة" ليصف تلك الظاهرة[9].

 

ويرى البعضُ أنَّ مفهومَ الْسِيَاحَة البيئيَّة قد مرَّ بثلاثِ مراحل هي[10]:

§   المَرْحَلةُ الأولى: مرحلةُ حمايةِ السائحِ من التلوُّثِ من خلال توجيهه للمناطق التي لا تحتوي على تهديدٍ له أو تُعَرِّضه لأخطارِ التلوُّث، خاصةً في المناطق البعيدة عن العمران، إلَّا أنَّ هذه المرحلة صاحبتها أخطارٌ هدَّدت البيئةَ نفسها نتيجة لبعضِ السلبيات التي مارسها السائحُ والمؤسَّسات السياحيَّة، مما أدَّى لفقدان المناطق الطبيعيَّة صلاحيتها وتهديد الأحياء الطبيعيَّة فيها.

§   المَرْحَلةُ الثَانِيةُ: مرحلةُ وقفِ الهدرِ البيئي من خلال استخدام الْسِيَاحَة وأنشطة سياحيَّة لا تُسَبِّب أي هدرٍ أو تلوثٍ، وبالتالي تُحَافِظ على ما هو قائم وموجود في الموقع البيئي.

§   المَرْحَلةُ الثَالِثةُ: مرحلةُ التعاملِ مع أوضاعِ البيئةِ القائمة من خلال إصلاح الهدرِ البيئي ومُعَالجةِ التلوُّث وإصلاح ما سبق أنْ قام الإنسانُ بإفساده وإرجاع الأوضاع لِمَا كانت عليه.

وأيًا ما كانت المراحلُ التي مرَّ بها مفهومُ الْسِيَاحَة البيئيَّة، فيمكن ترجمتها بأنَّها سياحة التمتُّع بالطبيعة ومكوناتها، وهي التي تتم دون الإخلال بالنُظم البيئيَّة ودون أي تأثيرٍ سلبي على مكونات التنوُّع الحيوي[11].

كما تُعَرَّف أيضًا بأنَّها "رحلات مُلتزمة بيئيًا وزيارات لمناطق لم تتضرر بعد، وذلك بغرضِ الاستمتاع والدراسة، وتأمل البيئة الطبيعيَّة، وملامحها الثقافيَّة"[12].

ويرى سباللوس لاسكورين أنَّ الْسِيَاحَة البيئيَّة: هي الْسِيَاحَةُ التي تقتضي السفر إلى المناطق الطبيعيَّة المُسْتَقِرة Undisturbed نسبيًا لهدف مُحَدَّد يَتَمَثَّل في الدراسة، الإعجاب والاستمتاع بالمناظر الطبيعيَّة ونباتاتها وحيواناتها البرية، بِالإضَافةِ إلى أية مظاهر ثقافيَّة ناشئة - سواء أكانت من الزمن الماضي أو الحاضر- موجودة في تلك المناطق، وقد أضاف أنَّ المُصْطَلَح يُشير ضمنًا أيضًا إلى الاتجاهِ العلمي والجمالي أو الفلسفي رغم أنَّ السائحَ البيئي لا يتطلَّب أنْ يكونَ فيلسوفًا أو فنانًا أو عالمًا[13].

واقْتَرَح "سيباللوس لاسكورين" أنَّ الفكرةَ الرئيسةَ تَتَمَثَّل في أنَّ الفردَ الذي يُمَارِسُ نشاطَ الْسِيَاحَة البيئيَّة يملك فرصةَ أنْ ينخرطَ بعمقٍ في الطبيعةِ مُعْطِيًا إياها كل اهتمامه بطريقة مُخْتَلِفة عما يسير عليه مُعظم الناس الذين لا يَسْتَمْتِعون بحياتهم المدنيَّة الرتيبة والمُمِلَّة أو الروتينيَّة.. هذا الشخصُ سيحصُل في النهاية على رصيدٍ من الإدراكِ والمعرفةِ بالبيئةِ الطبيعيَّة بمعية المظاهر الثقافيَّة المُصاحبة والتي سَتُحَوِّله إلى شخصٍ مُنْخَرِطٍ بشدةٍ في قضايا الحفاظ على البيئة، وفي العام 1993 تمَّ تعديل التعريف المُبَكِّر الذي أطلقه "سيباللوس لاسكورين" حول ما أسماه الْسِيَاحَة البيئيَّة ليأخذ تسمية السفر (الزيارة) المسؤول بيئِيًّا إلى مناطق طبيعيَّة ذات وضعٍ مُسْتَقِر نِسْبِيًا، لكي يستمتعوا بالبيئة ويُبْدُوا تقديرًا عاليًا لها ( وكذلك أية معالم ثقافيَّة مُرافقة – سواء أكانت من الزمن الماضي أو الحاضر)، والسفرُ البيئي هذا يُرَوِّج للمُحَافَظة على البيئة، وينجم عنه أثرٌ سلبي مُنْخَفِض للزائر (السائح) عليها، ويُتِيح انخراطًا نشطًا ومُفيدًا في الأنشطةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيَّة، وقد تبنَّى الاتحادُ الدُولي لِصَوْنِ الطبيعةِ (IUCN) هذا التعريفَ بشكلٍ رسمي خلال مؤتمره العالمي الأوَّل لِلْمُحَافَظة على الطبيعةِ والذي انْعُقِدَ في مونتريال بكندا في شباط 1996م[14].

وقد عرّفها الصندوقُ العالمي للبيئة بأنَّها " السفرُ إلى مناطق طبيعيَّة لم يلحق بها التلوُّث، ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخللِ، وذلك للاستِمْتَاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها في الماضي والحاضر".

وبعبارةٍ أخرى يُمْكِن تعريفُ الْسِيَاحَةِ البيئيَّة أيضًا بأنَّها زيارةٌ أو سفرٌ إلى مناطق طبيعيَّة غير مُعَرَّضة نسبيًا لأيةِ أضرارٍ، وذلك للتَمَتُّع بالطبيعةِ وأية معالم ثقافيَّة حاضرة وماضية ترافقها[15].

*ثانيا واقعُ ومُقَوِّمَات السياحة البيئيَّة في سيناء:

 

مما لا شكَّ فيه أنَّ تطور السياحة البيئيَّة في سيناء يُمثِّل اتجاهًا واعدًا بالنسبة إلى الاقتصادِ المصري، لاسيَّما وأنَّ سيناء تُعَدُّ كنزًا سياحيًا يضيف إلى مُستقبل مصر أبعادًا جديدة، ومناطق جذب لسوق السياحة العالميَّة، ولدى سينات مقومات وسمات تجعلها أفضل المناطق السياحية في العالم، لما تحويه من آثارٍ فرعونيَّة (يهوديَّة، وقبطيَّة، وإسلاميَّة) بجانب السياحة الطبيعيَّة والصحراويَّة([16]).

وفضلاً عما سبق فقد وهب اللهُ سبحانه وتعالى سيناء طبيعيةً ساحرةً، تَتَمثَّل  في الجبال الشاهقة والوديان والسهول والسواحل الرملية؛ حيث المياه الصافية الهادئة، والجزر ذات الشعاب المرجانية والأسماك النادرة، وفضلاً عن السياحة العلاجية هناك السياحة العسكرية لأمجد الانتصارات المصرية([17]).

وتَتَمتَّع سيناء بمقومات السياحة البيئيَّة؛ حيث تتعدَّد بها العناصر الطبيعية وتتعدَّد فيها المحميات الطبيعية مثل([18]):

§        محمية رأس محمد وجزيرتا تيران وصنافير: وتقع بمُحافظة جنوب سيناء وتبلغ مساحتها : 850كم2 ، وتقع هذه المحميَّة عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتُمثِّل الحافة الشرقية لمحمية رأس محمد حائطًا صخريًا مع مياه الخليج الذي توجد به الشعاب المرجانية ، كما توجد قناة المانجروف التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول حوالي 250 م. وتتميَّز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانيَّة الموجودة في أعماق المُحيط المائي لرأس محمد، والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المُهَدَّدة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وتُحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافة جوانبها البحرية، كما تُشَكِّل تكوينًا فريدًا؛ حيث إن هذا التكوين له الأثرُ الكبيرُ في تشكيل الحياة الطبيعيَّة بالمنطقة، كما تُشَكِّل الانهيارات الأرضية " الزلازل " تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة، كما أنَّ المحميَّة موطنٌ للعديدِ من الطيورِ والحيوانات المُهمة مثل: الوعل النوبي بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتي لا تظهر إلا بالليل، كَمَا أنَّ المحميَّة موطنٌ للعديدِ من الطيور المُهمة مثل البلشونات والنوارس.

محمية رأس محمد

 

 

خريطة محمية رأس محمد

 

§        جزيرة تيران: تبعُد حوالي 6كم عن ساحل سيناء الشرقي، وهى تتكوَّن من الجُزر والشعاب المرجانيَّة العائمة، وتتكوَّن من صخورِ القاعدة الجرانيتية القديمة، وتختفي تحت أغطية صخور رسوبية، وتنحصر مصادر الماء في الجزيرة من مياه الأمطار والسيول الشتوية التي تتجمَّع في الحفرِ الصخرية التي كوَّنتها مياهُ الأمطار والسيول الشتوية بإذابتها للصخور البحريَّة والحشائش البحريَّة واللاجونات والأنظمة البيئيَّة الصحراوية والجبلية.

§        جزيرة صنافير: تقع غرب جزيرة تيران، وعلى بعد حوالي 2.5 كم منها يوجد بها خليج جنوبي مفتوح يصلح كملجأ للسفن عند الطوارئ.

خريطة توضِّح جزيرتي صنافير وتيران

 

§         محمية الزرانيق وسبخة البردويل بمُحافظة شمال سيناء: تُعْتَبر محميَّة الزرانيق الطبيعيَّة وسبخة البردويل أحد المفاتيح الرئيسيَّة لهجرة الطيور في العالم؛ حيث تُمَثِّل المحطةَ الأولى لراحة الطيور والحصول على الغذاء بعد عناء رحلة الهجرة من أوروبا وآسيا خلال الخريف مُتجهةً إلى إفريقيا، كَمَا تُقِيم بعضُ الطيورِ في المنطقةِ بصفةٍ دائمةٍ وتَتَكَاثر فيها، تمَّ تسجيل أكثر من 270 نوعًا من الطيورِ في المحميَّة تُمَثِّل 14 فصيلةً.

 

محميَّة الزرانيق وسبخة البردويل بمُحافظة شمال سيناء

 

§        منطقة الأحراش الساحليَّة برفح بمُحافظة شمال سيناء: تَتَميَّز محميَّة الأحراش بمناطق الكثبان الرملية التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 60 مترًا عن سطح البحر وتغطيها كثافة عالية من أشجار الأكاسيا وبعض أشجار الأثل والكافور والشجيرات والأعشاب والنباتات الرعوية والعلفية الأخرى، ما يجعلها موردًا للمراعي والأخشاب ومأوى للحيوانات والطيور البرية، كَمَا تعمل على تثبيت الكثبان الرمليَّة والغرود الواقعة داخل نطاق الحماية لتُحافظَ على أحد أشكال البيئات المُهمة لساحل البحر المتوسط.

محميَّة الأحراش الساحليَّة برفح بمُحافظة شمال سيناء

 

§         محميَّة نبق بمُحافظة جنوب سيناء: تَتَميَّز محميَّة نبق باحتوائها على عدة أنظمة بيئيَّة مُهمة تشمل : الشعاب المرجانية - الكائنات البحرية والبرية - غابات المانجروف الموجودة بكثافة كبيرة، كَمَا توجد بها أنظمةٌ بيئيَّةٌ صحراوية وجبلية، ووديان، وتُوجد بها حيوانات وكثيرٌ من الطيور المُهاجرة والمُقيمة، بالإضافةِ إلى اللافقاريات، ويعيشُ بالمنطقةِ بعضُ قبائل البدو، وتُعتبر المنطقةُ ذات جذب سياحي لهواة الغوص والسفاري ومُراقبة الطيور.

الجبال داخل محميَّة نبق في مُحافظة جنوب سيناء

 

§        محميَّة أبو جالوم بمُحافظة جنوب سيناء: تَتَمثَّل أهمية منطقة أبو جالوم في وجود طوبوغرافية خاصة؛ حيث تقترب الجبال من الشواطئ، وفى احتوائها على أنظمةٍ بيئيَّة مُتَنَوعة من الشُعاب المرجانيَّة والكائنات وتُعتبر منطقةَ جذبٍ سياحي لهواة الغوص والسفاري ومُراقبة الطيور والحيوانات، تَضُم منطقة المحميَّة البحرية والحشائش البحرية واللاجونات والأنظمة البيئيَّة الصحراويَّة والجبليَّة، وتزخر الجبال والوديان بالحيوانات والطيور والنباتات البرية مما يجعلها والى 165 نوعًا من النباتات منها 44 نوعًا لا توجد إلا في هذه المنطقة، وتشتهرُ المحميَّة بوجودِ النظامِ الكهفي الموجودِ تحت الماء الذي يمتد لأعماقٍ تصل إلى أكثر من 100 م، وهذا النظامُ غير مُستقر وبالغ الخطورة، لذلك فمن الضروري المُحَافظة على هذا النظامِ الكهفي والنظام البيئي للمحميَّة الذي يُعْتَبَر من عوامل الجذب السياحي للمنطقة.

محميَّة أبو جالوم بمُحَافظة جنوب سيناء

 

§         محميَّة طابا بمُحافظة جنوب سيناء: تَتَميَّز منطقة المحميَّة بالتكوينات الجيولوجيَّة المُتَمَيِّزة، والمواقع الأثريَّة التي يصل عمرُها إلى حوالي 5000 سنة، والحياة البرية النادرة والمناظر الطبيعيَّة البديعة والتراث التقليدي للبدو المُقِيمين، كَمَا أنَّ بعضًا من هذه الوديان ذو أهمية، كموائل للحياة البرية، مثل الغزلان والطيور الكبيرة التي منها طائر الحباري، وتحتوي تلك الوديان على مُجتمعات نباتيَّة مُهمة مثل أشجار الطلح، وقد تمَّ تجميع عدد 72 نوعًا من الأنواعِ النباتيَّة في وادي وتير، كَمَا يُوجَد في المناطق المُتاخمة مجموعةٌ كبيرةٌ من الأنواعِ النباتيَّة تصل أعدادها إلى 480 نوعًا، وتُوجَد مجموعةٌ من الهضاب التي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1000م، والتي تَتَميَّز بجمالٍ رائع لجذبِ السياحةِ بكافة أنواعها، وتَتَضَمَّن الصخوُرُ العديدَ من الفوالق والفواصل المُتَقَاطعة معًا؛ حيث تُعَدُّ من الموائل الطبيعيَّة للكائنات الحيَّة النباتيَّة والحيوانيَّة ، ومن الحيوانات المُنْتَشِرة في منطقة المحميَّة، كَمَا يُوجد أنواعٌ من الطيور البرية، ومن مظاهر جمال منطقة المحميَّة أيضًا وجود مجموعة عيون المياه العذبة مثل عين حضرة بوادي غزالة، وعين أم أحمد بوادي الصوانا، وعين فورتاجا بوادى وتير، والتي يُمْكِن زيارتها بسهولة، والتي تنساب منها المياه على سطح الأرض .

محمية طابا بمُحَافظة جنوب سيناء

§        محميَّة سانت كاترين بمُحافظة جنوب سيناء: تَتَميَّز المنطقةُ باحتوائها على أعلى قممٍ جبليَّة في مصر، وكان بزوغ هذه القمم هو أحد نتائج تلك الحركة التكتونيَّة العظيمة المُسَمَّاة بالخسف الإفريقي الأعظم الذي حدث منذ حوالي 24 مليون سنة مضت، مِمَا أدَّى إلى نشأة البحر الأحمر وخليج طبيعيَّة وتراث ثقافى كبير ، كَمَا أنَّ بها موائل صحراويَّة طبيعيَّة للعديدِ من الأحياء النباتيَّة والحيوانيَّة، ومن أمثلة الثروات الطبيعيَّة الموجودة في محميَّة سانت كاترين:

§        الحياةُ البرِّية: تَتَمثَّل في أنواع الثدييات، كما يوجد 27 نوعًا من الزواحف.

§        الحياةُ النباتيَّة: تحتوى المنطقةُ على 22 من 28 نوعًا من الفصائل الفريدة في العالم، والموجودة في سيناء من النباتات الطبيَّة والنباتات السامة وغيرها.

§        التراثُ الأثري: يَتَمَثَّل في وجودِ عددٍ كبيرٍ من الكنائس والأديرة مثل دير سانت كاترين والآثار من العصر البيزنطي، كَمَا توجد آثارٌ ترجعُ إلى العصرِ الفرعوني والعصور اللاحقة.

دير سانت كاترين

§        المناظرُ الطبيعيَّة: تَتَميَّز المنطقةُ بارتفاعها عن سطحِ البحر والجبال العالية، وبها أعلى قممٍ جبال في مصر، مثل جبال كاترين وموسى وسربال وأم شومر والثبت، كما تتميَّز بالمناظر الطبيعيَّة الجبليَّة والواحات حول عيون المياه والآبار، وتُعْتَبَر من المناظر الفريدة الخلَّابة على مستوى العالم .

محميَّة سانت كاترين بمُحافظة جنوب سيناء (1)

 

 

 

 

 

§  الخاتمةُ:

لقد اتَّضحَ لنا من خلالِ هذه الدراسة أنَّ سيناء تمتلكُ كافة مُقَوِّمَات الْسِيَاحَة البيئيَّة هذا من جانب، ومن جانبٍ آخر فهناك عددٌ من المُقْتَرَحَات لتطوير السياحة البيئيَّة في سيناء كَمَا يلي:

1)    ضرورةُ إزالة المُعَوِّقَات التي قد تَعْتَرِضُ سبيل تنمية وتطوير الْسِيَاحَة.

2)  ضرورةُ فتحِ الفرص الاستثماريَّة للقطاعِ الخاص للاستثمار في مُختلف مجالات الْسِيَاحَة بصفةٍ عامة، والْسِيَاحَة البيئيَّة بصفةٍ خاصة.

3)  ضرورةُ نشرِ الوعي السياحي والبيئي سواء من خلال وسائل الإعلان المُخْتَلِفة، أو من خلال إقامة الندوات والمُؤْتَمَرَات واللقاءات، وإصدار الكُتَيِّبات التي تُبْرِزُ أهميَّة هذا النشاط.

4)    ضرورةُ استخدامِ الْسِيَاحَة بصفةٍ عامة كمحركٍ يُحَقِّق التنميَّةَ المُتَوازنة.

5)  ضرورةُ تحديدِ المناطق الطبيعيَّة التي قد تصلُح كمحميَّات سياحيَّة ذات أغراضٍ أو أنشطةٍ ترفيهيَّة بهدفِ تنشيط الْسِيَاحَة البيئيَّة وتشجيعها.

6)  تحتاجُ الْسِيَاحَةُ البيئيَّة إلى إنشاءِ الفنادق والمطاعم والملاهي والمرافق البيئيَّة الخاصة بالنشاطات الرياضيَّة، كالرياضة المائيَّة مثل السباحةِ واستخدامِ الزوارق النهرية وغيرها، وتسلُّق الجبال والتزلُّج على الجليدِ، وإقامة المُخَيَّمات الصيفيَّة والشتوية ..إلخ.

7)    ضرورةُ إشراكِ السُكَّان المحليين في كلِ المشاريع التي تتعلَّق بالْسِيَاحَة البيئيَّة، والعمل على تعليمهم وتدريبهم.

8)    لابدَّ من إدراجِ مادةٍ دراسيَّة تتحدَّث عن الْسِيَاحَةِ البيئيَّة ضمن المناهج الدراسيَّة في عددٍ من المراحل الدراسيَّة.

9)         وضعُ أنظمةٍ قانونيَّة فعَّالة لتنشيطِ الاستثمارِ في الْسِيَاحَةِ بصفةٍ عامة، والْسِيَاحَة البيئيَّة بصفةٍ خاصة.



[1]- د. هشام بشير" صناعة تنمو سريعًا.. السياحة الْبِيئِيَّة.. المفهوم والأهميَّة"، شبكة البيئة الآن، 29 مارس 2009:

http://www.ennow.net/?browser=view_article&ID=50&lang=0&loac=0&section=14&supsection=&file=0&keyword=

[2]- د. محسن أحمد الخضيري" السياحة الْبِيئِيَّة.. منهجٌ اقتصادي مُتَكَامِل لصناعات سياحيَّة واعدة وجودة حياة أفضل وبيئة نقية خالية من التلوث"، مجموعة النيل العربية، القاهرة، 2005، ط1، ص7-8.

[3]- إبراهيم عبدربه إبراهيم " أهميَّة تطويرِ السياحة الْبِيئِيَّة في دولِ مجلسِ التعاون الخليجي"، مجلةُ آراء حول الخليج، ع: 68، مايو 2010، ص83.

[4]- أنس الخن" السياحةُ الْبِيئِيَّة.. أملُ البيئيين ومُستقبل السياحة "، مجلة البيئة والصحة، ع: 29"

http://www.envmt-healthmag.com/archive_detail.asp?issue=29&id_arch=854

[5]- محمد شيَّا" السياحةُ الْبِيئِيَّة في لبنان بين الحلم والواقع"، بيروت، 2004، ص 87.

[6]- إبراهيم عبدربه إبراهيم" أهميَّة تطوير السياحة الْبِيئِيَّة في دول مجلس التعاون الخليجي"، مرجعٌ سابق، ص83.

[7]- د. محسن أحمد الخضيري" السياحة الْبِيئِيَّة.. منهجٌ اقتصادي مُتَكَامِل لصناعات سياحيَّة واعدة وجودة حياة أفضل وبيئة نقيَّة خالية من التلوث"، مرجعٌ سابق، ص42.

[8]- د. هشام بشير" صناعة تنمو سريعًا.. السياحةُ الْبِيئِيَّة.. المفهومُ والأهميَّة"، شبكة البيئة الآن، 29 مارس 2009:

http://www.ennow.net/?browser=view_article&ID=50&lang=0&loac=0&section=14&supsection=&file=0&keyword=

[9]- أنس الخن" السياحةُ الْبِيئِيَّة.. أمل البيئيين ومُستقبل السياحة"، مجلة البيئة والصحة، ع: 29:

http://www.envmt-healthmag.com/archive_detail.asp?issue=29&id_arch=854

[10]- خان أحلام وزاوي صورية" السياحةُ الْبِيئِيَّة وأثرها على التنميَّة في المناطق الريفية"، جامعة بسكرة، ع: 7، جوان 2010، ص229.

[11]- انظر: المَحْمِيَّاتُ الطبيعيَّة.. أنواعُها - أهدافُها -  اشتراطاتها "، وزارة الدولة لشؤون البيئة، الجمهورية العربيَّة السورية، 2003، ص8.

[12]- إبراهيم عبدربه إبراهيم" أهميَّةُ تطوير السياحة الْبِيئِيَّة في دول مجلس التعاون الخليجي"، مرجعٌ سابق، ص83.

[13]- أنس الخن" السياحة الْبِيئِيَّة.. أمل البيئيين ومُستقبل السياحة"، مجلة البيئة والصحة، ع: 29:

http://www.envmt-healthmag.com/archive_detail.asp?issue=29&id_arch=854

[15]- د. هشام بشير" صناعة تنمو سريعًا ..السياحة الْبِيئِيَّة.. المفهومُ والأهميَّة"، مرجع سابق

http://www.ennow.net/?browser=view_article&ID=50&lang=0&loac=0&section=14&supsection=&file=0&keyword=

([16]) موسوعة مقاتل من الصحراء، (7-1-2012):

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Gography11/akaleem/sinaa/sec16.doc_cvt.htm

([17]) موسوعة مقاتل من الصحراء، (7-1-2012):

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Gography11/akaleem/sinaa/sec16.doc_cvt.htm

([18]) موقع وزارة السياحة المصرية:

http://www.tourism.gov.eg/Pages/Eco-tourism.aspx

 


جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير شركة الحلول المتكاملة
ps-egypt.com