حماية البيئة والنجاح الإماراتي

الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلًا عن صحيفة الخليج: كما هو معروف، فإن الماء يشكل معظم كوكبنا الأزرق الجميل، 71% من سطح الأرض، وتعد البيئات المائية سواء الأنهار أو البحار، ذات مساحة واسعة، تشكل نحو 99 في المئة مكاناً للكائنات الحية على مستوى العالم؛ بمعنى أن هذه الكائنات، تعتمد على هذه البيئة، لكن الأهم أن البيئة البحرية، هي المصدر لنصف الأكسجين على الأرض، فضلاً عن أثرها البالغ في المناخ والطقس. والحقيقة أن الغابات أيضاً، والرقع الزراعية الخضراء، ذات تأثير بالغ وكبير، على التوازن الهش الضعيف لكوكب الأرض، وأي ضرر في هذه البيئات، فإنه يؤدي  تبعاً له  إلى أثر بالغ في المناخ والطقس، وتظهر مشاكل بيئية كبيرة.
مع الأسف القوانين والأنظمة، التي تستهدف حماية الأرض، على المستوى الدولي متواضعة وبسيطة، ولا تعد رادعة، أما على مستوى الدول، هناك دول قليلة، هي من تتبنى قوانين ونظم حماية الحياة الفطرية، وهي ومعروفة، بازدهار الحياة الطبيعية، ونمو الكائنات، لأنها فعّلت الدور البشري الحقيقي في حماية الأرض، لكن بصفة عامة، هناك إهمال بالغ وكبير من دول أخرى، ما جعل البيئة الطبيعية والفطرية، في مساحاتها الجغرافية متدهورة، وتعاني الفقر، وهناك كائنات حية انقرضت، ومساحات من الغابات أزيلت تماماً.
أمام مثل هذه الحالة، أستحضر التجربة الإماراتية، والعناية بالبيئة، والحياة الفطرية بصفة عامة، والنجاح الكبير، الذي حول مساحات صحراوية، إلى مناطق خضراء يانعة، وباتت بيئة قابلة للحياة، والحال نفسها في البحر؛ حيث تم وضع المحميات، وعزل جزر كاملة، للسماح للنباتات والحيوانات بالنمو والتكاثر بشكل طبيعي. الاهتمام بالبيئة والحياة الطبيعية، في الإمارات ليس أمراً حديثاً، أو استجابة لحراك دولي، إنما جاء مبكراً، على يد الوالد الراحل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يحث على الزراعة وتوفير المياه، وحماية الكائنات الحية، وتوفير البيئة المناسبة لها، ومن مقولاته وتوجيهاته العديدة، قوله: «إننا نولي بيئتنا جل اهتمامنا، لأنها جزء عضوي من بلادنا وتاريخنا وتراثنا، لقد عاش آباؤنا وأجدادنا على هذه الأرض، وتعايشوا مع بيئتها في البر والبحر، وأدركوا بالفطرة وبالحس المرهف الحاجة إلى المحافظة عليها. وأن يأخذوا منها قدر احتياجهم فقط». 

رعاية الإمارات منذ فجرها للبيئة، جعلها اليوم واحة من الخضرة، والتوازن البيئي الفريد على مستوى العالم، لتبقى الإمارات وشيوخها، سابقين للحراك الدولي، في عدة مجالات، وعدة ملفات مهمة، مثل ملف التغير المناخي، وحماية البيئة، على كوكب الأرض. ومن المهم الاستفادة من هذه التجربة الناجحة. 


جميع الحقوق محفوظة
تصميم وتطوير شركة الحلول المتكاملة
ps-egypt.com