الشبكة العربية للتنمية المستدامة نثقلاً عن وزارة البيئة والمياه الإماراتية: تعتبر تقنية الاستزراع المائي من التقنيات سريعة التطور والتي تسهم مساهمة فاعلة في تعزيز الأمن الغذائي من خلال دعم المخزون السمكي والمحافظة على الأنواع الهامة اقتصاديا والمهددة بالتناقص بسبب أنشطة الصيد الجائر. كما تحتل الأسماك المستزرعة اليوم أكثر من ثلث الإنتاج العالمي من الأسماك وذلك وفقا لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة (الـفـاو) التابعة للأمم المتحدة وتشمل الأسماك والرخويات والقشريات والنباتات البحرية وغيرها من الأحياء المائية.
وبناء على أهمية الاستزراع السمكي فقد قامت وزارة البيئة والمياه بإجراء الدراسات والتجارب على إنتاج الأنواع الهامة اقتصاديا من الأسماك البحرية على مستوى الدولة مثل الهامور والشعري والصبيطي والصافي والشعم والبياح والقابط والينم وذلك كأحد مبادراتها الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي في الدولة عن طريق دعم الرصيد السمكي والذي يعتبر احدى الوسائل المتبعة عالميا لتنمية الموارد المائية الحية و دعم المخزون السمكي ، علاوة على ذلك فقد استعين في عدة دول بهذه الوسيلة في اطار الجهود المبذولة لإستعادة الأنواع المهددة والمعرضة للخطر. يتم التنسيق سنويا مع عدد من الجهات الحكومية والمحلية ذات الاختصاص على مستوى الدولة مثل البلديات وهيئات البيئة إلى جانب جمعيات الصيادين وذلك بهدف المشاركة في برنامج إطلاق صغار الأسماك.
وقد قام مركز ابحاث البيئة البحرية خلال الفترة من 1984 إلى 2012 بدعم المخزون السمكي من خلال استزراع وإنتاج عدد من الأسماك المحلية الاقتصادية الهامة وإطلاقها على سواحل الدولة و مناطق المحميات ومناطق انتشار أشجار القرم والخيران حيث وصل عددها حوالي 2,527,701 من صغار الاسماك منها الهامور والسبيطي والقابط والصافي والشعري والبياح والشعم والينم. وتهدف الوزارة خلال هذا العام الى إطلاق 200 ألف من صغار الاسماك يتم إنتاجها بالمركز مثل الهامور والصبيطي والشعم ليتم إطلاقها في المحميات البحرية والخيران ومناطق انتشار القرم
للاستزراع السمكي نظم يمكن تصنيفها كما يلي: نظام الاستزراع غير المكثف وهو عبارة عن وضع عدد قليل من الأسماك أو الأحياء المائية في مساحات كبيرة نسبيا ويعتمد علي الغذاء الطبيعي في نظام التربية أي أن مدخلات الإنتاج قليلة ولكن من سلبياته انخفاض الإنتاجية مقارنة بالمساحة المستخدمة. أما النظام الثاني يسمى الاستزراع شبة المكثف وفي هذا النوع يتم وضع عدد متوسط من الأسماك في مساحات كبيرة نسبيا مع استخدام الأغذية الصناعية بجانب الغذاء الطبيعي في عمليات التربية مع زيادة الرعاية والتحكم في بيئة الاستزراع هذا النظام الإنتاج فيه أكبر. و يسمى النوع الثالث بنظام الاستزراع المكثف ويعتمد هذا النظام علي وضع أعداد كبيرة من الأسماك في مساحات مائية صغيرة ومتوسط الإنتاج فيه كبير مقارنة بالنوعين السابقين ويعتمد علي الغذاء الصناعي ذو القيمة الغذائية العالية اعتمادا كاملا ويحتاج لخبرة ودرجة تحكم عالية ويكون الانتاج فيه عالي جدا.
ويقوم الاستزراع السمكي على أسس ومبادئ تبدأ من اختيار الموقع المناسب ومن ثم تحديد نوعية الأسماك المستهدفة للتربية وكذلك الكمية المتوقع إنتاجها مقارنة مع المساحة المتوفرة إلى جانب نوعية الأقفاص المستخدمة للتربية كالأقفاص الشبكية أو الأحواض الإسمنتية أو غيرها من الأنواع المستخدمة في الاستزراع السمكي ، إضافة إلى ضرورة الانتباه لكثافة الأسماك في كل قفص او حوض ليتم حساب كمية الغذاء بشكل صحيح والتقليل من هدر الأغذية الذي قد ينشأ عن التقدير الخاطئ لكميات تلك الأسماك.
وتعتبر مرحلة تكوين وتجهيز الأمهات من أهم المراحل التي تمر بها عملية الاستزراع حيث يتم تجهيز الأمهات من خلال جلبها من البحر ويراعى في هذه الحالة وضع تلك الأمهات في الحجر لمدة لا تقل عن اسبوعين قبل إدخالها لأحواض رعاية الأمهات، أما في حالة جلب الأمهات من دول أخرى فيجب توافر شهادة صحية تفيد بخلوها من أي أمراض ويتم كذلك حجرها لمدة 3 اسابيع قبل إدخالها لأحواض الرعاية.
ولأمهات الأسماك رعاية خاصة منذ بداية مراحل الاستزراع قد تستغرق فترة تتراوح من شهر ونصف إلى شهرين قبل دخول موسم التزاوج حيث يتم توزيعها في أحواض الرعاية بنسب مختلفة تتراوح ما بين 1:1 أو 1:2 او تختلف النسبة من ذكر لكل أنثى وذلك وفقا للنوع. ومن ثم تبدأ تهيئتها من خلال تغذيتها بأغذية مكثفة وعالية الجودة وذلك وفقا لنوع الاسماك المراد استزراعها مثل تغذيتها بالروبيان والحبار والسرديين بالإضافة إلى العلف المصنع ذو البروتين العالي وذلك ليتسنى لتلك الأمهات أن تعطي كميات من البيوض ذات الجودة والحيوية العاليتين.
وعند دخول موسم التزاوج تظهر على الأمهات بعض المظاهر العامة كانتفاخ منطقة البطن إلى جانب بعض السلوكيات مثل اقتراب الذكور من الإناث لبدء عملية التزاوج وفي بعض الأحيان تتصارع الذكور ليخرج الأضعف من عملية التزاوج كما هو الحال في أسماك الهامور. ويتم جمع البيض باستخدام شباك خاصة ذات فتحات عيون اقل من حجم بيوض الأسماك التي تتراوح احجامها من 700-900 مايكرون. وتوضع تلك الشباك عند المخرج العلوي للأحواض وذلك لان معظم بيوض الأسماك لها خاصية الطفو ومن ثم تنقل تلك البيوض ليتم فصل المخصب منها من غير المخصب ، فتجمع البيوض المخصبة لحساب عددها ونقلها لأحواض الفقس. حيث تستغرق عملية الفقس حوالي 24 ساعة او اكثر حيث يتم بعد هذه المرحلة حساب نسبة الفقس ثم تنقل اليرقات حديثة الفقس إلى احواض رعاية اليرقات مع الأخذ بعين الاعتبار التفاوت في درجات الحرارة التي يجب أن لا تزيد عن 1 درجة مئوية.
وتعتمد يرقات الأسماك منذ اليوم الأول للفقس وحتى اليوم الثاني أو الثالث على كيس المح كغذاء لها لتبدأ بعد ذلك البحث عن الغذاء الذي يتناسب مع أحجامها ومع احتياجاتها. وفي أولى مراحل تغذية يرقات الأسماك في نظم الاستزراع السمكي يستخدم نوع من الهائمات الحيوانية البسيطة التي تسمى الروتيفيرا والتي تبدأ منذ اليوم الثالث وحتى اليوم الثامن عشر الى العشرون ويتم تعزيز المحتوى الغذائي للروتيفيرا من خلال تغذيتها بأنواع من الطحالب والمعززات الغذائية وذلك بهدف رفع لقيمتها الغذائية قبل تغذيتها لليرقات، وتحسب أعداد الروتيفيرا في أحواض رعاية اليرقات بشكل يومي لمعرفة مدى استهلاكها من قبل اليرقات. ومنذ اليوم السابع عشر أو الثامن عشر يتم إدخال نوع آخر من الهائمات الحيوانية المسماة بالأرتيميا والتي تستمر تغذية اليرقات عليها حتى اليوم الخامس والعشرون الى الثلاثين ، ومن ثم تبدأ تغذية صغار الأسماك على الأغذية المصنعة وذلك بأحجام مختلفة لتتناسب مع حجم فتحة الفم انتقالا إلى مراحل التغذية المتقدمة التي تعتمد على الأسماك المقطعة والأعلاف كبيرة الحجم.
ويقوم أغلب الصيادين في الدولة بتسمين الأسماك بالأقفاص العائمة وخاصة الهامور والصبيطي والشعم حيث يتم تغذيتها بأسماك السردين والأسماك ذات القيمة الاقتصادية المنخفضة ويقومون ببيع المنتج في مواسم عدم تواجد هذه الأسماك بالأسواق آو قلة العرض حالة اضطراب البحر مما يساهم في زيادة دخل الصياد وتوفر الأسماك من تلك الأنواع بالأسواق. وقد قامت الوزارة بالتعاون مع جمعيات الصيادين مثل جمعية صيادي الفجيرة وكلباء بتزويدهم بصغار الأسماك وتعريفهم بطرق وضع الأقفاص في البحر والتغذية بهدف نشر تقنية تربية الأسماك في مجتمع الصيادين بالدولة مما يساهم في تقليل الصيد على المخزون السمكي. إضافة إلى قيام الوزارة بتدريب عدد من الصيادين وبعض العاملين بقطاعات تهتم بمجال الاستزراع السمكي والبيئة البحرية.