الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلاً عن صحيفة المدينة: لا أحد ينكر أن مدينة جدة تحسنت أحوالها كثيراً ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أيضا انه مازال هناك ثغرات على الأمانة سدها وبسرعة. مشكلة كورونا التي أصبحت تثير الفزع لدى المواطنين جرس انذار ينبغي أن يسمعه المسئولون في الامانة قبل غيرهم لان النظافة جزء أساسي من وسائل التصدي لذلك المرض الذي لم يوجد له علاج بعد. في الأحياء الراقية من محافظة جدة لا يوجد أماكن محددة لوضع حاويات النظافة ولا يوجد حماية لها من النبش وترك المخلفات تجذب البعوض والطيور وغيرها من القوارض. المناطق العشوائية حالها أسوأ بكثير ومن لا يصدق يأخذ جولة في أحياء بني مالك والرويس وغليل وجنوب جدة ليرى ما يذكره بجدة قبل أربعة عقود وأكثر قبل طفرات التنمية المتلاحقة التي مرت على المملكة. الحدائق طالها النسيان وقلة المياه والعبث والتعدي في بعض الحالات. وأحياء شرق طريق الحرمين أهلها أدرى بشعابها.
جدة مدينة تكبر وتكبر كل يوم وتحتاج لإدارة متخصصة من الطراز الأول تعنى بشؤون البيئة وإلا زادت معاناتها وسقم أهلها.البنيان ورصف الشوارع وفتح الانفاق وانتشار المراكز التجارية والمطاعم بشتى أنواعها مظاهر حضارية الكل يفخر بها ولكن النظافة لا غنى عنها.
جدة بحاجة الى مركز تنسيق رئيسي يعمل على مدار الساعة ومكون من كل الجهات الخدمية الأمانة والكهرباء والمياه والصحة والمرور والنقل الجماعي ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة وأي جهة اخرى لها علاقة بشؤون المدينة.
المجلس البلدي الذي لا يسمع له صوت يجب أن يُفعل دوره وأن يكون منتخباً وله صلاحيات تمكنه من المشاركة في إدارة المحافظة بشكل فعال. الحفاظ على البيئة همٌّ مركزي يشترك فيه كل مواطن الغني والفقير والمسئول وإذا أدرك المواطن دوره في ذلك الهم وتأثيره على حياته وحياة اسرته فمن الواجب أن ينادي بصوت عالٍ ويشارك بهمة عالية في دفع مسئولي الأمانة وغيرهم من أجل الاهتمام بنظافة أحياء جدة بكاملها وبدون تفرقة.الحدائق طالها النسيان وقلة المياه والعبث والتعدي في بعض الحالات.
مستوى الحياة في المدن الكبرى في العالم يقاس بمدى نظافتها وبدرجة اهتمامها بالبيئة لان الاعتناء بالبيئة له أبعاد متعددة. يحافظ على صحة المواطن ويقلل من انتشار الامراض ويخفف من الضغط على المرافق الصحية ويكون له مردود اقتصادي واجتماعي ملموس.الدولة تعمل كل ما يمكن لتوفير العناية الطبية بدون مقابل بجانب المتوفر عن طريق القطاع الخاص الميال للمبالغة في الاسعار ولكن العناية متوفرة عن طريق التأمين الطبي ولكل مقتدر ماديا.
وكم من قائل إننا نطالب الامانة بأكثر من قدراتها المادية وأوسع من صلاحياتها ولكن الحقيقة أن الامانة هي المسئول الاول عن مستوى الحياة في المدينة وإذا تخلت عن دورها فلم يعد ينطبق عليها مسمى أمانة.
المركزية في إدارة المدن لم تعد مجدية لا من النواحي التمويلية ولا من حيث صلاحيات اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. والنماذج كثيرة بالإمكان الاستفادة من تجارب الاخرين في المدن العالمية الكبرى. وأحسب ان في هذا الطرح ما ينطبق على كل مدن المملكة الكبرى مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والدمام وغيرها ولكن جدة بوابة الحرمين الشريفين عروس البحر الأحمر تستحق من الجهات الخدمية المعنية ادارة أفضل من ما هو متوفر في الوقت الراهن خاصة في ما يخص شؤون البيئة والمياه والصرف الصحي.
هذه مناشدة صادقة من مواطن يحب جدة ويعشق الحياة فيها ويقدر ما تقوم به الامانة من جهود ولكنها دون ما يتمناها كل مواطن يعيش في عروس البحر الاحمر فهل من مجيب؟