الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلاً عن الوطن:يصادف الرابع عشر من تشرين اول من كل عام ما يعرف بـ"يوم البيئة العربي"، حيث يتم الاحتفال به في هذا اليوم لمناسبة انعقاد المؤتمر الوزاري الأول لمسئولي البيئة بالدول العربية في تونس في نفس اليوم من عام 1986، والهدف من الاحتفال هو زيادة التوعية باهمية البيئة وانعكاساتها على مجالات الحياة المختلفة، وخاصة التنمية المستدامة، وكذلك لإبراز الأهمية القصوى للتعاون بين الدول او بين فئات المجتمع العربي من اجل تحسين الأوضاع البيئية العربية.
وعلى الصعيد الفلسطيني، دعا الخبير البيئي الدكتور عقل ابو قرع الى تكثيف جهود كافة العاملين في مجال حماية البيئة على المستوى المحلي أو الدولي لاتخاذ اجراءات عملية من الحد من احتمال وقوع كارثة بيئية وصحية بعيدة المدى في قطاع غزة، نتيجة الدمار الهائل للبنية التحتية وتلوث المياه والطعام والهواء بسبب العدوان الإسرائيلي الذي تواصل لأكثر من خمسين يوما، وما يمكن ان يؤدي ذلك الى احتمال تفشي الأوبئة والأمراض السارية التي سوف يكون من الصعب السيطرة عليها، ومنها أمراض الكوليرا والتيفوئيد والسل وغيرهما.
وبين ان التدفق المتواصل للمياه العادمة غير المعالجة والنفايات المنزلية والصناعية وبقايا المواد الكيميائية التي نتجت عن مئات الالاف من اطنان المواد المتفجرة التي تم القاؤها على قطاع غزة، من المتوقع ان تؤدي الى تلوث بيئي خطير، قد تكون له تداعيات قصيرة المدى على الصحة العامة عن طريق انتشار الامراض، وآثار بعيدة المدى تتمثل في تلوث مصادر المياه الجوفية والتربة الزراعية وكذلك تلوث الطعام والمنتجات الغذائية ومن ضمنها الاسماك نتيجة تراكم المواد الكيميائية في انسجتها.
كارثة صحية
واشار ابو قرع الى تشرد عشرات الالاف من الناس من اماكن سكناهم إلى اماكن لا تتمتع بالشروط الصحية والبيئية، وبالتالي احتمال انتشار امراض معدية مثل داء" السل" او ما يعرف بمرض "الدرن"، الذين ينتشران بتراكم النفايات وانتشار مياه الصرف الصحي، ومن الظروف غير الصحية مثل عدم النظافة وقلة التهوية، واكتظاظ الناس، سواء في المنازل او في التجمعات العامة المختلفة، لان بكتيريا السل تنتقل من خلال الرذاذ أي العطس او الاختلاط او من خلال اللعاب وما الى ذلك.
بيئة المستشفيات
وأوضح ابو قرع أن "اختلاط وتراكم الجرحى وتكدس النفايات الطبية وغيرها في المستشفيات، اكتظاظ الغرف بالمواطنين، فإن امكانية العدوى بالبكتيريا داخل المستشفيات تزداد، إذ ان عدوى المستشفيات تسبب وفاة مئات الالاف من الناس في العالم، ومعروف ان الكثير من ادوية المضادات الحيوية التي نعرفها او نستخدمها اصبحت لا تجدي مع مقاومة البكتيريا لهذه الادوية، وبالاخص داخل المستشفيات، وان كل ما تم زيادة الجرعة من المضادات الحيوية التقليدية، تزداد مقاومة البكتيريا لهذه الادوية".
تلوث المياه الجوفية
وقال أبو قرع إنه من ضمن التأثيرات البيئية المتوقعة وبعيدة المدى للعدوان على غزة، احتمالات تلوث المياه، خاصة المياه الجوفية التي تشكل قرابة 95% من المياه في بلادنا، حيث كانت تقارير تشير قبل العدوان على غزة، ان اكثر من 90% من المياه في غزة لا تصلح للاستخدام البشري حسب المعايير الدولية، وبدون شك ان الكميات الهائلة من المواد الكيميائية التي تم القاؤها على غزة سوف تزيد الوضع قتامة، حيث يمكن ان تتسرب من خلال التربة الرملية الى مصادر المياه الجوفية وتعمل على تلويثها.
التنسيق بين جهات حماية البيئة
ودعا ابو قرع الى تكامل اعمال "سلطة جودة البيئة"، الجهة الرسمية او العنوان الرسمي لحماية البيئة الفلسطينية، مع الاعمال التي تقوم بها المؤسسات غير الرسمية، من منظمات غير حكومية او اهلية او جامعات او مراكز ابحاث او منظمات دولية عاملة في مجال حماية البيئة، وان تقوم سلطة البيئة بتنسيق وترشيد اتفاقيات ومشاريع وبرامج هذه الجهات مع الجهات المانحة، سواء كانت دول او منظمات دولية تتبع الامم المتحدة او اوروبا او غيرها من التجمعات الدولية، بشكل يتم انفاق هذه الاموال في الاطار الصحيح، ولكي تصب في اطار الاحتياجات الحقيقية للبيئة الفلسطينية، وبالاخص للتعامل مع الاوضاع في قطاع غزة.
التعاون العربي
وطالب بضرورة الاستفادة من خبرات المنطقة العربية في مجال حماية البيئة، سواء في مجال تلوث المياه او الهواء او في قضايا التصحر واثر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، والانتاج الزراعي او التخلص من النفايات، وهذا يعني وجود علاقات تعاون عربية وبالتالي الاستفادة منها وتأطيرها لحماية البيئة الفلسطينية.