الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلاً عن العرب القطرية: واصل برنامج «لكل ربيع زهرة» رحلته البرية الثالثة في موسمه السابع عشر، برأس مطبخ بمنطقة الخور بحضور ما يقرب من 300 مشارك.
وقد شارك في رحلة هذا الأسبوع مجموعة «عامر جروب للبيئة»،إضافة إلى مدرستي النور للغات وعلي بن عبدالله النموذجية ومركز أصدقاء البيئة.
ورحب الدكتور سيف الحجري رئيس مجلس إدارة مركز أصدقاء البيئة، رئيس برنامج «لكل ربيع زهرة»، بالمشاركين في الرحلة.
وأكد أن الهدف من البرنامج زيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور، مؤكداً أن البيئة تعتبر من نعم الله تعالى على الإنسان التي يجب عليه الحفاظ عليها، للأجيال الحالية والتالية.
وقال: «إن تواجد الجميع في رأس مطبخ ومشاركتهم في الرحلة يجسد القيم النبيلة بضرورة المحافظة على البيئة باعتبارها من نعم الله على الخلق، والتأكيد على تنميتها والاستفادة منها وتركها سليمة ومعافاة للأجيال التالية. ووجه الحجري عدة رسائل بيئية ركزت على حب وصداقة البيئة والتصرف نحوها والتعامل معها بحكمة واتباع السلوك الإيجابي السليم من حيث النظافة والاعتماد على النفس والعمل على حماية كوكب الأرض. كما استعرض محطات الرحلة المختلفة التي يتعرف المشاركون من خلالها على طرق الزراعة والتدوير والغوص والتراث وترشيد الماء والكهرباء وعلى الطيور والحشرات الموجودة في البيئة القطرية وغيرها من المحطات التي تهتم بالتنوع الفطري والإحيائي بالدولة.
وخلال الرحلة كشف الدكتور موئل يوسف عز الدين الأستاذ في جامعة قطر وجامعة ويلز البريطانية لـ«العرب» عن إعداده مشروعاً حول حماية البيئة في الإسلام، ويجري بحثه الآن وإمكانية التعاون مع مركز أصدقاء البيئة في تنفيذ المشروع.
وأوضح أن المشروع جاء من منطلق أن الأبعاد البيئية لاقت اهتماماً كبيراً في الإسلام وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها ورعايتها. وأشار إلى أن المشروع المعروض حالياً على جامعة قطر هدفه إشراك المجتمع القطري في عمليات حماية ورعاية البيئة. وأضاف أن الإسلام لم ينتظر حتى تحدث الكوارث حتى يظهر اهتمامه بالبيئة بل بالعكس الاهتمام بالبيئة موجود في العديد من المظاهر الخاصة بالإسلام فهناك قواعد للذبح وهناك قواعد لاستخدام موارد البيئة المختلفة وهناك تعليمات تحث على الحفاظ على تلك الموارد.
ولفت إلى أن فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي له إسهاماته في الربط بين تعاليم الإسلام والبيئة موضحاً أن القرضاوي تحدث في إحدى كتابته عن رعاية الإسلام للبيئة ،والرعاية هي مرحلة متقدمة للحفاظ على البيئة وهي تعني استدامة العمل علي حماية البيئة.
وأكد أن الإسلام رغم تأكيده علي رعاية البيئة فإنه لم يمنع من استخدام الموارد الطبيعة والاستفادة منها ولكن وفقاً لأسس وقواعد تضمن رعاية تلك الموارد وحمايتها.
ولفت إلى أن المشروع المقدم حالياً والجاري دراسة تنفيذه والذي من المتوقع أن يشارك فيه عدد من الخبراء رئيس جمعية حماية البيئة البريطانية،يهدف إلى التعاون مع مركز أصدقاء البيئة لتطوير وتفعيل الاهتمام بالبيئة في قطر من منظور إسلامي.
بدوره، أكد الدكتور صلاح (باحث) أن مشروع رعاية البيئة من منظور إسلامي، عبارة عن رصد موسع ومسح لسلوكيات المجتمع القطري نحو البيئة ثم تحليل تلك السلوكيات وتقييمها على ضوء مبادئ وتعاليم الإسلام .
وأضاف أنه بعد هذه المرحلة يتم تقييم سلوك المجتمع القطري بعد إدخال المؤثرات على السلوك.
وأوضح أنه سيكون هناك رقابة أقوى على سلوك الإنسان مع البيئة لضمان سلامة تصرفه، ثم يتم تجاوز مرحلة الحفاظ على البيئة إلى مرحلة العمل علي زيادة المنافع البيئية.
وأضاف أنه سيتم إعداد دليل إرشادي بيئي يصلح للمجتمع القطري ويساعد مجتمعات أخرى وسيكون متوافقاً مع البيئة والشرع.
ومن ضيوف الرحلة الثالثة لبرنامج زهرة لكل ربيع أحمد النداف أستاذ التربية الإسلامية بجامعة العوسج والذي أكد أنه حضر إلى البرنامج بهدف استكمال دراسة «الإسلام والبيئة» والتعرف على أصحاب الاختصاص في هذا المجال.
ولفت إلى أن برنامج «لكل ربيع زهرة» ألقى الضوء على العديد من الأمور، مشيراً إلى أنه اكتشف خلال هذه الرحلة وجود عدة حشرات نادرة لا توجد إلا في قطر ولم تكتشف عالمياً.
وقال: «شعرت بوجود أشياء في البيئة القطرية لا ننتبه إليها وهي في صلب الاهتمام بالبيئة، وهذا البرنامج قد يكون انطلاقة حقيقية لأفكار جديدة يمكن أن أستعين بها في بحثي بأكاديمية العوسج».