الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلًا عن Euronews: تقول باولا كاهوموبو من منظمة "وايلد لايف دايركت" (Wildlife Direct) الأميركية-الكينية، التي تكافح من أجل حقوق الحيوان، إن المحميات في كينيا ليست كافية لضمان مساكن حيوانات فرس النهر.
وتواجه الحيوانات مشاكل عديدة منها التصحر وانتشار العمران، والتلوث أيضاً، ويحذر باحثون من أن الخطر عليها سينعكس سلباً على البيئة في كينيا بشكل عام، إذ أن وجودها على امتداد نحو 400 كيلومتر على ضفتيْ نهر مارا، يشكل بحد ذاته ركناً أساسياً من الحياة البيئة هناك. ووضع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة حيوانات فرس النهر على القائمة الحمراء التي يصدرها سنوياً وهو يعتبرها "في خطر".
وتضيف كاهوموبو أن المشكلة في كينيا "تتعلق بغذاء حيوانات فرس النهر التي لم تعد تجد المراعي المناسبة في السنوات الأخيرة بسبب انتشار الماشية في مناطق سكنها، وشح المياه وتلوثها الناتج عن رمي المبيدات الزراعية فيها".
وتشير إلى أن "العشب تأكله ماشية المزارع فيما يموت حيوان فرس النهر جوعاً" مذكرة بأن "كينيا فقدت في السابق تجمعات كاملة من حيوانات فرس النهر في مناطقة أخرى بسبب الأمر نفسه".
وتقول كاهومبو إن فرس النهر "لا يرعى خلال النهار بسبب حساسيته من أشعة الشمس، ولذا تخرج القطعان ليلاً وتعود إلى الماء في النهار"، مضيفة أنها "لن تجد أي مكان تذهب إليه في حال استمر التلوث والتصحر يتقدمان بهذا الشكل".
ويلعب نهر مارا دوراً أساسياً في الحياة البيئية في كينيا، ويقول باحثون من جامعة أنتويرب البلجيكية إن "غياب هذا الحيوان تحديداً عن المنطقة سيؤدي إلى خلل كبير في النظام البيئي".
فبحسب العلماء، يأكل فرس النهر الواحد نحو 25 كيلوغراماً من العشب الغني بثاني أكسيد السيليكون، وهو يرعاها ليلاً ثم يخرجها في النهر خلال فترة النهار في النهر.
وتلك الغازات تسهم في بناء توازن أيكولوجي، خصوصاً لناحية توليد للأكسيجين في المياه.
وتعليقاً على هذا الأمر، تقول كاهوموبو: "انخفاض السيليكا (ثاني أكسيد السيليكون) في المياه أثار خللاً في منظومة النهر الطبيعية ولذا نرى أسماكا نفقت في بحيرة نيفاشا".
وتشير الباحثة إلى أن الناس في كينيا لا تحب حيوان فرس النهر بشكل عام بسبب عدة حالات قتلت فيها الحيوانات مواطنين وهو أمر تحدثت عنه الصحافة كثيراً.