الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلًا عن هسبريس: يفقد كوكب الأرض مع مرور السنوات مساحته الخضراء التي تتكون من غابات وأحراش، بسبب الضغط البشري، خاصة في المناطق المجاورة للمراكز الحضرية والطرق والأنهار، حتى في بعض الأماكن النائية، حيث توجد الأشجار التي يؤخذ منها الخشب عالي الجودة.
وفقد العالم في المتوسط بين 2014 و2018 مساحة خضراء تعادل مساحة بريطانيا، حسب تقرير منصة "بيان نيويورك حول الغابات"(NYDF) بالتنسيق مع منظمة (Climate Focus) .
ووفقا للصندوق العالمي للطبيعة، فإن إزالة الغابات كان لها أثر كبير في فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الموائل، وجعلها أكثر عرضة للضرر بسبب الجفاف أو الحرائق وتبدلات المناخ العالمي ودينامية الغلاف الجوي، وكذلك فقدان دورة المياه وزيادة الفقر وهجرة البشر.
ولتوعية السكان بهذه المشكلة وتركيز الانتباه العام على أحد حلولها، المتمثل في زراعة المزيد من الأشجار لتعويض تلك التي يتم قطعها أو حرقها، نفذ خبير الفن المعاصر كلاوس ليتمان، في النمسا المنشأة الفنية "For Forest".
وجمعت هذه المنشأة بين الفن والطبيعة والعمارة في تحفة فنية حولت ملعب "فورتيرزي" لكرة القدم.
يقع ملعب نادي إس كي أستوريا كلاجنفورت، الذي يلعب في دوري القسم الثاني، في كلاجنفورت ويسع لـ30 ألف مشجع، وأصبح بمثابة غابة تضم 300 شجرة، بعضها يزن ستة أطنان، وتمت زراعتها بعناية.
تحذير بيئي
هذه المبادرة، التي تمثل المنشأة الفنية العامة الأكبر في البلاد حتى الآن، تم استلهامها وإحياؤها من لوحة "The Undending Attraction of Nature" للفنان والمعماري النمساوي ماكس بينتنر (1937)، التي اكتشفها ليتمان قبل ثلاثة عقود، وفقا لموقع (https://forforest.net/en) .
هذه اللوحة المرسومة بالقلم الرصاص (1970/1971) تظهر مجموعة من الأشجار داخل ملعب رياضي يراها الجمهور، وتحولت إلى أيقونة للدفاع عن البيئة.
ويقول ليتمان: "هذه المنشأة تهدف إلى تحدي إحساسنا بالطبيعة والتشكيك في المستقبل، المهدد بالتغير المناخي. كما تذكر بأنه يوما ما يمكننا فقط العثور عليها في الأماكن المخصصة بعناية كما يحدث مع الحيوانات في حدائق الحيوان".
منظر متغير وتجربة آسرة
تمت زراعة الغابة تحت إشراف المصمم والخبير المعماري في المناظر الطبيعية أنزو آنيا (www.enea.ch) ، وتضم مجموعة مختلفة ومتنوعة من الأشجار.
يقول آنيا لـ"إفي": "هذا المشهد للأشجار فريد وآسر ويمكن أن يتم النظر إليه ليلا ونهارا تحت الضوء الطبيعي أو العواكس، ويظهر منظرا متغيرا وتجربة درامية للزائرين، تثير فيهم عددا كبيرا من ردود الفعل والعواطف، وتمهد الطريق لنظرة جديدة وتفهم للغابات".
وتضيف جنيفيرا فيورنتيني، مستشارة الاتصالات في "For forest" أن "ردود الفعل وتعليقات الزوار إيجابية للغاية، وأشخاص كثيرون من كلاجنفورت كانوا في البداية متشككين، قبل أن يفاجؤوا بالمنشأة وتأثيرها العالمي، وأحيانا يوقفون كلاوس في الشارع لتهنئته وشكره على هذه المبادرة".
وحين سينتهي هذا العرض الفني المجاني، المتوازي مع سلسلة من الأحداث والأفلام والمعارض ذات المحتوى البيئي في كلاجنفورت، ستتم إعادة زرع الغابة في مكان عام قرب الملعب، حيث ستظل "كنحت حي للغابات"، حسب "For Forest" .