الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلًا عن الأهرام: تستعد مصر لعقد مؤتمر المناخ بشرم الشيخ - نوفمبر القادم - ليس لكونه حدثا مهما يُعقد على أرضها، ولكن لأنه الملاذ الأخير لإنقاذ كوكب الأرض من التأثيرات السلبية للمناخ، ويسير العمل الأهلى فى خطوط متوازية مع العمل السياسى الرسمى كأحد أدوات الضغط أو الإقناع للدول الصناعية لمساعدة العالم النامى فى مواجهة التأثيرات الخطيرة للتغيرات المناخية بجانب تقليل الانبعاثات من مختلف الصناعات لديها، لذلك فإن المجتمع المدنى له دور تكاملى لإيجاد رأى عام عالمى ورفع الوعى المحلى من خلال رؤيته وقدراته، ومن هنا وقع اختيار الرئيس السيسى لعام 2022 أن يكون عام المجتمع المدنى.
ويتم رصد المحاولات التى تنطلق من المجتمع المدنى وجمعياته لتكون ضمن ملف مصر وفقاً للاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050.
فى البداية توضح الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أن الوزارة تُقدم الدعم الفنى من خلال الخبراء فى كل المجالات البيئية والدعم اللوجيستى والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدنى ونحرص على تعزيز دور المجتمع المدنى فى صون الموارد الطبيعية ومواجهة آثار تغير المناخ وتحفيز العمل الجماعى ومشاركة كل الأطراف ضرورى لدفع أجندة العمل المناخى، ولذلك تم منح تمويل تنموى فى إطار الشراكة المصرية الأوروبية من أجل التنسيق مع منظمات المجتمع المدنى فى قطاعات البيئة وتغير المناخ، وهى شراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى لتحسين حياة المواطن فى الريف والحفاظ على الموارد الطبيعية من خلال حزمة من الحوافز لتقوية شبكة المجتمع المدنى وإشراكه فى الاقتصاد الأخضر وعرض أفكار وطموحات الشباب.. حيث تم توقيع عدد من المنح التمويلية مع الاتحاد الأوروبى قُدرت بحوالى 24 مليون يورو للتنمية الريفية المُتكاملة.
وأضافت وزيرة البيئة أن المرأة أيقونة الربط بين التغير المناخى والتنوع البيولوجى لذلك كان معنا المجلس القومى للمرأة شريكاً فى الحوار الوطنى للتغيرات المناخية والذى نهدف من خلال مساهماته فى مجال البيئة إلى العمل على تعزيز المشاركة الفعالة فى مرحلة الحوكمة البيئية وسبل الاستفادة من عمليات الانتقال البيئى العادل والاستهلاك الرشيد ومساعدة المرأة فى تحويل مشروعها إلى صديق للبيئة بجانب دورها فى توعية أسرتها والمحيطين بها، وكان للوزارة دور فى عرض رؤى وآراء الشباب حول مخاطر التغيرات المناخية من خلال المشاركة فى المُلتقى العربى الإفريقى لتعزيز دور المتطوعين من الشباب فى مواجهة التغيرات المناخية والذى تم بالتعاون مع وزارة الشباب
وعن تفعيل مُشاركة المجتمع الأهلى فى كل محافظات مصر أوضح الدكتور عماد الدين عدلى رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة أن الجمعية أطلقت بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية، والمنتدى المصرى للتنمية المُستدامة بجانب المنتدى الوطنى لنهر النيل مُبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ 27»، وذلك لحشد الجهود المجتمعية للمُشاركة الفعالة فى التحضير لاستضافة القمة المناخية، حيث تم إطلاق منصات محلية فى كل المحافظات لرصد ومتابعة أنشطة الجمعيات العاملة فى مجال البيئة لرفع الوعى وتحديد الأهداف بحيث يُتاح للمُشاركين بلورة أفكارهم والاحتياجات المجتمعية وتوحيد الموقف المصرى الأهلى لعرضه خلال فعاليات المؤتمر المناخ، مع عرض قصص النجاح لتلك الجمعيات والمُشاركة فى تطبيق خطط التكيف المناخى الوطنى، والجمعية أطلقت من خلال أكثر من 500 جمعية أهلية ميثاق شرف لمواجهة التغيرات المناخية بهدف بناء القُدرات الفكرية والمعلوماتية، وتدعيماً للعمل الأهلى والإعلامى تم تكوين اتحاد «اعلاميون من أجل المناخ» يضُم أكثر من أربعين صحفيا وإعلاميا يعملون فى مجال العمل البيئى بهدف إصدار نشرة إخبارية يومية تتناول ملامح الخطط الوطنية والجهود فى مجال التخفيف والتكيف واستعراض نشاطات المنصات الأهلية.
تطوير عزبة النصر
وعن الأنشطة البيئية للمكتب العربى للشباب والبيئة أشارت غادة أحمدين مُساعدة المدير الوطنى لبرنامج المنح الصغيرة فى مصر الى أن البرنامج ساهم فى تنفيذ أكثر من 350 مشروع اًبمنح قُدرت بعشرة ملايين دولار، تمت على 6 مراحل مثل مشروع كفاءة استخدام الطاقة المُمول من مرفق البيئة العالمى من خلال 40 مشروعا، كذلك المساهمة فى تركيب محطات طاقة شمسية فى جامعة الأزهر بقدرة 106 كيلووات، هذا بجانب مشروع ترويج السخانات الشمسية بتوزيع أكثر من 3000 سخان شمسى بنظام القرض الدوار، كذلك تطبيق تقنية البيوجاز وتركيب وحدات لأكثر من 16 مشروعا فى 9 محافظات، بالإضافة للمُساهمة بتمويل من مرفق البيئة العالمى فى تحويل أكثر من 1200 سيارة أجرة للعمل بالغاز الطبيعى بالتقسيط، وأيضاً ساهمت الجمعية فى تنفيذ مشروع تطوير عزبة النصر بتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولى (Giz) والاتحاد الأوروبى لتعزيز خدمات مراكز الشباب ورفع الوعى لدى الشباب بأهداف التنمية المستدامة، وهو مشروع بدأ فى فبراير 2022 ومستمر حتى نهاية سبتمبر 2022 بجانب التركيز على دعم ذوى الاحتياجات الخاصة بالمنطقة، وشمل المشروع تدريب 50 شابا على إعادة تدوير المخلفات ورفع الوعى لأكثر من 40 سيدة على مبادئ التربية السليمة والتوعية الصحية والبيئية.
نشر الفكر البيئى
وحول الاهتمام بتفعيل دور المرأة كانت مبادرة حركات نساء من أجل المناخ، فكما يقول رئيسها الدكتور مصطفى الشربينى انها تهدف إلى نشر الفكر والوعى البيئى للمرأة من خلال ندوات لتدريبهن على كيفية توفير الطاقة والمياه، وكذلك حركة شباب من أجل المناخ التى خرج من رحمها تشكيل لجنة من المحامين الشباب وقدموا فكرة قانون الحياد الكربونى، وقدموا نسخة منها لأعضاء مجلسى الوزراء والشورى، ويضيف أن المبادرة تهدف لإجراء ورشة عمل شهرياً بالتعاون مع وزارة الثقافة وتُعقد فى مكتبة القاهرة، كذلك تعاونت المبادرة مع الاتحاد الإفريقى للجامعات وهو اتحاد يضم 500 جامعة لعدد 52 دولة إفريقية، حيث تولت المبادرة تدريب 700 شاب إفريقى بالتعاون مع كلية الدراسات البيئية بجامعة عين شمس كسفراء للمناخ، حيث تم تدريب 3 دُفعات باللغة الإنجليزية و6 دُفعات باللغة العربية
ويضيف أن المبادرة أسست الاتحاد النوعى للمناخ بهدف دعم الجمعيات الأهلية فى نشر الفكر البيئى من خلال شبكة تضم 40 جمعية ونطمح الى أن نصل إلى 100 جمعية قبل مؤتمر كوب27، وهو مُشهر باسم اتحاد الجمعيات والمؤسسات الأهلية للمناخ وهو جهة شرعية مُمثلة للمجتمع المدنى ونستعد لحضور مؤتمر المناخ بشرم الشيخ
واستكمالاً للاهتمام الواسع بدور المرأة فى قضية تغير المناخ تؤكد هويدا ناجى مديرة المشاريع بإحدى مؤسسات التنمية أن الجمعية تعمل منذ 60 عاماً فى الشرق الأوسط وافريقيا والدول النامية لمحاربة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال 3 استراتيجيات تتضمن البيئة والزراعة والمرأة وتمكينها، لذلك فإن التغير المناخى يحظى باهتمام كبير فى أنشطة الجمعية بهدف نشر فكر الزراعات الذكية من خلال ترشيد استهلاك مياه الرى والمشاركة فى تبطين المساقى المائية، أيضاً اختيار تقاو لديها قدرة على التكيف مع التغيرات المناخية بجانب تقليل المخلفات وتحويلها لسماد عضوى، وهو مشروع يُطبق على 3 سنوات وسوف يتم تطويره ليضم محافظات أخرى فى المرحلة المقبلة
وتقول رضوى هاشم المشرفة على شبكة المبادرات البيئية ان الشبكة عبارة عن جمعية حاضنة لأعمال ومشاريع للشباب، وتهدف مُبادرتها للتنسيق بينهم من خلال 25 شابا للخروج بمنتج عال، والمشروعات فى نطاق الزراعة وتدوير البلاستيك والنقل المُستدام، حيث يقدم الشباب نماذج من إنتاج نسيج من مخلفات الموز والنخيل، وتحويل مخلفات البلاستيك لطوب يُستخدم فى البناء، وستقوم الجمعية من خلال التعاون مع وزارة البيئة واتفاقية الأمم المتحدة بالمشاركة فى المعرض المُقام على هامش المؤتمر
ويؤكد الدكتور ممدوح رشوان رئيس جمعية شباب مصر للتنمية والبيئة أن شباب الجامعات يحتاج لتوعية، لذلك عقدت الجمعية من خلال بروتوكول تعاون مع منظمة اليونسكو عدة ندوات ومن خلال معسكرات الشباب بالتعاون مع مرفق البيئة العالمى للتشجير، فضلاً عن عقد معسكرات للشباب لنشر فكر التخلص الآمن من المخلفات الالكترونية والتعريف بمخاطرها، كذلك سيتم عقد مؤتمر فى نهاية ديسمبر بعد انتهاء مؤتمر المناخ ويكون على نطاق واسع يجمع شبابا من مختلف دول العالم العربى لاستعراض نتائج مؤتمر المناخ والدور المُرتقب تنفيذه حيال البيئة
ولتحقيق العدالة المناخية كانت مؤسسة «مناخ» التى يقول رئيسها الدكتور صابر عثمان إنها أطلقت مُبادرة مصر الشبابية بدعم من الاتحاد الأوروبى بهدف تشجيع الشباب لابتكار أنشطة وأفكار تُعالج تحديات المناخ، حيث أقيمت مُعسكرات للشباب للتشجير وأخرى لتنظيف الشواطئ من أكياس البلاستيك، وكانت البداية من محافظتى الاسكندرية ودمياط بمساعدة خبراء فى نُظم المعلومات الجُغرافية والاستشعار من البعد، وخبراء فى التغيرات المناخية وخبراء مُشاركين فى اجتماعات اتفاقية الأطراف لتغير المناخ، كذلك نظمت الجمعية من خلال ريادة الأعمال مشروعات للشباب فى الصعيد فى مجال الطاقة الشمسية، ونسعى لنشر الأفكار من خلال مسابقات تقيمها الجمعية بين الشباب
توحيد الجهود
ولتفعيل دور المجتمع المدنى كان للإعلام دور مهم ومؤثر، حيث يقول عبدالجواد أبوكب رئيس الشبكة المصرية للبيئة والمناخ، إن تنظيم تلك الجمعية من المتخصصين فى مجال الإعلام، كان وفق فكرة التعريف بمنظومة إعلامية متكاملة لمخاطبة الداخل والخارج للتعريف بدور البيئة والمناخ، وهم مجموعة من النشطاء البيئيين لديهم إصدار لموقع بوابة الكترونية بيئية موجهة لتعليم جيل جديد من الصحفيين البيئيين الذين تم اختيارهم من خلال مسابقة، بجانب لجنة تهتم بشئون الطفل بهدف توعيتهم، حيث أقيم معسكر فى الفيوم استوعب 25 طفلا، كذلك أطلقت مسابقة أطفال من أجل المناخ وهى أول مسابقة فى التكنولوجيا البيئية خاصة بالطفل.
وأضاف: نُركز على أهمية حضور مؤتمر المناخ ولدينا مبادرة لإشراك الفئات الخاصة من خلال لجنة ذوى الهمم، هذا بجانب إنشاء المُلتقى العربى لكتاب البيئة والتنمية المُستدامة وهو تجمع إعلامى عربى يهدف لبحث التحديات التى تواجه الإعلام البيئى بجانب رفع قدرات العاملين وتوحيد الجهود بين مصر والإمارات فى تنظيم قمة المناخ بمصر هذا العام وبالإمارات العام المقبل
اعداد الكوادر
وللكيانات القومية آراء داعمة للعمل الأهلى والجمعيات الراعية للبيئة حيث تُشير الدكتورة نهى بكر عضوة المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى أن مصر بها أكثر من 52 ألف جمعية أهلية ما بين مؤسسات وجمعيات أهلية ونقابات ومراكز رعاية وتعليم لها دور فى تقليل انبعاثات الكربون، والمُشاركة فى خطط التكيف والتخفيف حيال تغير المناخ، فنجد قطاعا كبيرا منها يعمل فى مجال البيئة، وهى الآن فى حالة نشاط دءوب لتحقيق العدالة المناخية حيث تركز كثير من تلك الجمعيات على حقوق الإنسان وتسليط الضوء على نقاط ضعف المجتمعات المهمشة التى تُعانى التلوث البيئى، وتجدر الإشارة إلى منحة ناصر للقيادة الدولية التى تعكس الدور القيادى لمصر فى إفريقيا خاصة أنها تضم قيادات شبابية يمثلون دولا مختلفة من أنحاء العالم يصل عددهم لأكثر من 150 شابا وفتاة لتوحيد الرؤى البيئية باعتبار أن الجميع شركاء فى مسئولية تغير المناخ
ومن جانبه يُشير الدكتور طلعت عبدالقوي، عضو مجلس النواب ورئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية لنشر التوعية بموضوع التغيرات المناخية والأخطار الناتجة وإلقاء الضوء على مؤتمر المناخ المقبل بهدف إشراك المواطن من خلال الندوات، التى عُقدت بالعديد من المحافظات فى سياق البروتوكول، ولذلك سوف يُشاركون فى فاعليات مؤتمر شرم الشيخ فى الساحة الخضراء حيث تم إنشاء ائتلاف بين الجمعيات العاملة فى مجال تغير المناخ والبيئة والاتحاد النوعى، بجانب إعداد كوادر من الشباب لحضور مؤتمر الشباب الذى يسبق مؤتمر المناخ بشرم الشيخ