محمود محيى الدين: مصر ليست فقيرة.. لكنها لم تستثمر قوتها بعد
الكاتب : إدارة الموقع
الأحد 20 يوليو 2025 الساعة 12:30 مساءً
قال الدكتور محمود محيى الدين، المبعوث الأممى الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، إن مصر ليست فقيرة، وتمتلك إمكانات تنموية واقتصادية هائلة لم تُستثمر بعد بالشكل الكافى، مشيرًا إلى أن كل محافظة فى مصر يمكن أن تشكل محركًا اقتصاديًّا مستقلًّا نظرًا لتنوعها الجغرافى والسكانى، وشدد على أن «الاقتصاد السليم» يعنى أن الدولة تنظم، والقطاع الخاص يقود، موضحًا أن غياب «البيئة الجاذبة» سبب توجه الشركات المصرية للخليج.
وأضاف محيى الدين، خلال مشاركته فى بودكاست «شغل عالى»، مع الإعلامية دينا عبدالكريم، أن الحديث عن التنمية المستدامة يجب أن ينطلق من واقع الناس لا من تقارير المكاتب، موضحًا أن نجاح السياسات لا يُقاس بما تحقق فى المدن الكبرى فقط، بل بما وصل إلى القرى والمناطق المهمشة.
وقال إن مصر ليست فقيرة، لكنها لم تستثمر قوتها بعد، فلديها اقتصاد واعد رغم التحديات والأزمات المتلاحقة، مؤكدًا أن حلول أزمتها تكمن فى الداخل أكثر من الاعتماد على الخارج، مشيرًا إلى أن مصر تملك ما لا يقل عن ٢٧ محركًا اقتصاديًّا، من بينها الزراعة، والمناجم، والصناعة، والسياحة، والخدمات اللوجستية، وأضاف أن تحسين جودة التعليم والرعاية الصحية هو المدخل الأول للكرامة والاستقرار الاجتماعى، والاستثمار فى البشر هو الذخيرة الحقيقية للمستقبل.
وحول قضية الهجرة، قال «محيى الدين» إن الهجرة ليست حلمًا ورديًّا كما يعتقد البعض، بل غالبًا ما تكون بدافع الضرورة وبكلفة مجتمعية وإنسانية مرتفعة، موضحًا أن نزيف الكفاءات من أطباء ومهندسين وفنيين يمثل خسارة مباشرة للاقتصاد الوطنى، وأضاف أن المصريين فى الخارج غالبًا ما يحوّلون جزءًا كبيرًا من دخولهم إلى أسرهم فى الداخل، فى دلالة على استمرار الارتباط بالوطن.
وأشار إلى أن العالم اليوم يشهد لحظة سقوط الأقنعة، حيث باتت المصالح تُدار بمنطق الصفقات لا المبادئ، مشيرًا إلى أن مَن لا يملك أدوات القوة والتأثير لن يُسمع صوته على الساحة الدولية، والتوازن بين دور الدولة والقطاع الخاص هو شرط أساسى لبناء اقتصاد قوى ومنافس، مؤكدًا أن دور الدولة يجب أن يقتصر على التنظيم والرقابة لا المزاحمة فى النشاط الاقتصادى، وقال إن تشجيع الاستثمار لا يتم بالنوايا وحدها، بل عبر بناء منظومة مؤسسية متكاملة تشمل ضمانات الصادرات، والدعم اللوجستى، والائتمان، والتمويل منخفض المخاطر، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الشركات المصرية الناجحة فى الخليج خرجت من مصر لعدم توافر البيئة الملائمة هنا.
وأضاف أن مصر يجب أن تنظر إلى التجارب الناجحة مثل ماليزيا وفيتنام وسنغافورة، التى استنفرت طاقاتها الداخلية للوصول إلى الأسواق العالمية، مؤكدًا أن التصدير هو مظهر من مظاهر النجاح، ويجب ألا تظل المنتجات والخدمات حبيسة السوق المحلية.
وتابع محيى الدين أن تقليص تمويل مؤسسات التنمية الدولية يمثل خطرًا على استقرار النظام الاقتصادى العالمى، مشيرًا إلى أن أهداف التنمية المستدامة تحتاج إلى تمويل سنوى يتجاوز ٤ تريليونات دولار، بينما تتراجع المساعدات الرسمية والإنمائية عامًا بعد آخر، وقال إن القطاع الخاص لا يمكنه وحده تحمل عبء التنمية فى مجالات مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.
وأضاف أن التنمية المستدامة تقوم على ثلاث دعائم: الاستثمار فى البشر، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق الاستدامة البيئية.
ما هو دور مصر حاليًا في إعمار المنطقة العربية؟
كيف يمكن لمصر تجاوز فخ الدخل المتوسط في الفترة القادمة؟
ما هي مكانة مصر الاقتصادية حاليًا في إفريقيا والعالم العربي؟
لماذا تتوجه الشركات المصرية حاليًا للاستثمار بدول الخليج؟
كيف أثرت أحداث غزة والبحر الأحمر على اقتصاد مصر مؤخرًا؟