الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلاً عن فلسطين أون لاين: توقع تقرير للأمم المتحدة أن يرتفع عدد سكان قطاع غزة في العام 2020 إلى مليوني نسمة تقريباً ,الأمر الذي يعني أن مشكلات البيئة ستتفاقم إلى درجة يصعب معها احتواؤها، وهذا يطرح تساؤلات خطيرة في ذهن أهالي غزة الذين يخشون من تعرض حياتهم للخطر.
رئيس سلطة جودة البيئة د. يوسف إبراهيم أكد في حوار مع "فلسطين" أن قطاع غزة يعاني من مشكلات بيئية عديدة يمكن أن تتطور إذا لم يؤخذ بعين الاعتبار العوامل المسببة وتسعى الجهات المختصة حكومية وأهلية ومواطنين إلى التغلب عليها.
عجز كبير
وقال إبراهيم :" يعاني قطاع غزة عجزا كبيرا في المياه الجوفية إذ وصلت كمية المياه المستخرجة من الآبار الجوفية 200 مليون متر مكعب في حين يعود إليها بفعل الأمطار والجريان السطحي من 70 إلى 100 مليون متر مكعب فقط ما يعني أن العجز وصل فيها إلى 50%".
وتابع :" الأمر انعكس على نوعية المياه الخاصة في القطاع، وهذا يثير الخوف من حلول كارثة بحلول عام 2020"، مؤكدا أنه كلما زادت نسبة العجز في الخزان الجوفي ساءت نوعية المياه وهذا مؤشر على ارتفاع نسبة الملوحة في الآبار الجوفية إلى درجة قياسية.
وأشار إلى أن نسبة الملوحة والنترات الموجودة حاليا في المياه الجوفية بلغت 1500 ملجرام في لتر الماء الواحد وهي نسبة مضاعفة عن المسموح بها ,الأمر الذي انعكس على حياة المواطنين، إذ لفت إبراهيم إلى ارتفاع نسبة مرض الفشل الكلوي في القطاع، مرجعا الأمر إلى سوء حال المياه.
وتابع :" كمية كبيرة من الخزان الجوفي غير صالحة للاستخدام المباشر وهي بحاجة إلى اعادة تحلية، غير أنه يجب أن يكون هناك تركيز على تحلية مياه البحر للمساهمة في اعادة تأهيل الخزان الجوفي عبر رفده بمياه صالحة للشرب وتحتوي على الأملاح المهمة لصحة الانسان".
وقال رئيس سلطة جودة البيئة :" المجتمع بدأ يتجه نحو شراء المياه الصالحة للشرب مما أدى إلى انتعاش هذه التجارة، غير أنه من غير المجدي التركيز على تحلية مياه الخزان الجوفي، إذ يجف رفده بالمياه لتغطية العجز لا لزيادة نسبته".
تدهور التربة
وعن حال التربة، والتي يشكل تلوثها والتعدي على المساحات الخضراء خسارة كبيرة للمزارعين، ويؤثر بشكل غير مباشر على زيادة نسبة تلوث الهواء، قال إبراهيم :" تتعرض التربة الفلسطينية إلى مجموعة من حالات التدهور وأولى هذه الحالات هي تجريف الاحتلال لكميات واسعة جدا من الأراضي بشكل يومي مما أدى إلى ارتفاع نسبة التصحر في المناطق الحدودية وحرم المزارعين من الاستفادة منها والوصول إليها".
وتابع :" المقذوفات التي تطلقها طائرات الاحتلال بشكل يومي ناهيك عن التي أطلقت في الحربين الماضيتين على الأراضي الزراعية الخالية أدت إلى تدهور نوعية التربة"، مشيرا إلى أن القذائف التي تستهدف الأراضي الفلسطينية تحمل معادن ثقيلة تتسرب إلى التربة وتتلفها بشكل جزئي بحيث يصبح من الصعب استخدامها في الزراعة أو البناء عليها.
وحذرَ إبراهيم من الأنشطة الفلسطينية التي تعمل على تقليص مساحات الأرض المزروعة أو تحرق التربة كاستخدام المبيدات الزراعية، وأشار إلى خطورة النمو الحضري على المناطق الزراعية وازدياد نسبة العمران وارتفاع نسبة التحضر التي عملت على زحف الكتلة الاسمنتية والشوارع والأرصفة إلى الأراضي الزراعية المتبقية في القطاع، ومنعت دخول مياه الأمطار إلى طبقات التربة.
وأكد على الخطورة التي تمثلها أشكال تلوث البيئة على الإنسان بشكل مباشر، قائلاً :" ارتفعت نسبة الأمراض في القطاع وظهرت حالات أمراض الدم والسرطانات والجهاز الهضمي نتيجة ارتفاع نسبة استخدام المبيدات والمواد السامة والمشعة من قبل الاحتلال والمواطنين للأسف".
وتابع إبراهيم :" جميع الأسباب التي تؤذي التربة انعكست على القطاع الزراعي إذ تقلصت مساحة الأرض المزروعة وقلت نسبة مياه الأمطار التي تصل إلى الخزان الجوفي وظهرت كميات كبيرة مفقودة من مياه الأمطار".
محطات معالجة
وعن الحلول التي اتبعتها سلطة جودة البيئة للتغلب على هذه المشكلات، قال :" انتهت السلطة من تطبيق استراتيجيتها الأولى والتي استمرت ما بين 2011 إلى
ضعف الموازنة.. تحدٍ
وأكدَ أن الضابطة تراقب عمل المصانع والمؤسسات وفق استراتيجية محددة وتسعى إلى الانتقال خطوات إلى الأمام فيما يتعلق بحماية البيئة والحفاظ على مواردها.