جفاف غير مسبوق يهدد" الولايات المتحدة في المستقبل

يقول القائمون على الدراسة إن من الممكن اتخاذ إجراءات للحد من قسوة الجفاف المرتقب
الكاتب : إدارة الموقع الأحد 15 فبراير 2015 الساعة 03:08 مساءً

 الشبكة العربية للتنمية المستدامة نقلاً عن بي بي سي العربية: حذر علماء من أن تواجه السهول في وسط وجنوب غرب الولايات المتحدة قد تواجه موجة من الجفاف الشديد لم تشهدها منذ حوالي ألف عام.

وتواجه مناطق، مثل كاليفورنيا، بالفعل ظروفا مناخية جافة، لكنها بسيطة إذا ما قورنت بفترات أخرى في القرنين 12 و13.
وعقد العلماء الآن مقارنات بين فترات الجفاف السابقة ومحاكاة لما قد يحدث في فترات مستقبلية. وتشير دراسة إلى احتمال تكرار ظروف مناخية غير مسبوقة حدثت في الألفية الماضية.
ويقول بن كوك، من معهد غودارد لدراسات الفضاء في ناسا، إن "الفترات شديدة الجفاف التي حدثت في القرنين 12 و13 كانت تستمر لفترات تتراوح من عقدين إلى خمسة عقود. وهو جفاف لم يشهد أحد مثله في تاريخ الولايات المتحدة".
وأضاف "حالات الجفاف التي نعرفها، كالتي وقعت في ثلاثينيات وخمسينيات القرن الماضي، أو حتى الجفاف الحالي في كاليفورنيا وجنوب غرب البلاد، كلها ظروف طبيعية تستمر لبضع سنوات، أو عقد على الأكثر. لك أن تتخيل احتمال استمرارها لمدة 20 عاما".
ونُشرت الدراسة التي أعدها كوك في دورية "تقدم العلوم"، كما نوقشت في الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لتقدم العلوم.
وهناك اتفاق عام في الولايات المتحدة بشأن احتمال جفاف سهول وسط وجنوب غرب البلد، بسبب زيادة انبعاثات الغازات في الجو. لكن دراسة كوك ركزت على تداعيات هذا الجفاف.
وأعاد فريق البحث ترتيب الظروف المناخية بناء على بيانات من حلقات لحاء الأشجار، التي تتسع الحلقات في الظروف المناخية الرطبة. وقارن الفريق أحجام الحلقات بـ 17 نموذجا مناخيا، تختلف باختلاف كمية الرطوبة في التربة.
وقال كوك إن استخدام هذه المعلومات أتاح للفريق الإلمام بكافة التغيرات الطبيعية الموجودة في النظام المناخي، مما يعطي بدوره دلالات عما هو طبيعي أو شديد القسوة.
وكانت نتائج الدراسة واضحة ومتطابقة؛ وهي أن سهول وسط وجنوب غرب الولايات المتحدة ستتحول إلى ظروف مناخية أشد جفافا بعد العام 2050، قد تفوق مثيلتها في القرنين 12 و13.
ويرجع الجفاف لسببن؛ هما قلة الترسيب بسبب انخفاض معدلات هطول الأمطار والثلج، وزيادة التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يزيد من مساحات الأراضي القاحلة.
وقال توبي أولت، أحد المشاركين في الدراسة من جامعة كورنيل، إن السهول المذكورة في الدراسة "ستشهد خطر الجفاف بنسبة 80 في المئة، لمدة 35 عاما مع نهاية القرن الحالي، إذا لم تتغير الظروف المناخية. لكننا لسنا مضطرين لمواجهة هذا الجفاف الشديد، إذ يمكن اتخاذ إجراءات للحد من الانبعاثات التي تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة".
وأكد أولت على أن هذه الظروف المناخية تعتبر تحديا للولايات المتحدة، لكن هناك إجراءات يمكن اتخاذها للتأقلم.
وقال "تعتمد البيانات التي حصلنا عليها على تقدير عرض حلقات لحاء الأشجار، مما يعني أن الجفاف لم يكن شديدا بحيث يقتل كل الأشجار. وأنا متفائل بقدرتنا على التكيف مع هذه الظروف، فالجفاف لن يكون معناه عدم وجود المياه، بل أنها ستكون بكميات أقل من التي توافرت في القرن العشرين".

عدد التعليقات 0

     
الاسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
أدخل الرقم التالي