روشتة للرئاسة فى الذكرى الثانية للثورة المصرية التنمية المستدامة والأمن القومي

الكاتب : أحمد عبد التواب عبد البصير الخميس 24 يناير 2013 الساعة 12:07 مساءً

لم تكن ثورة 25 يناير 2011 مجرد تمرد شعبى للإطاحة برئيس أو نخبة فاسدة ومستبدة وإنما كان الهدف المحورى الذى تلاقت حوله آمال المصريين وطموحاتهم من الشرق والغرب أو الشمال والجنوب، هو التغيير بما يعنيه ذلك من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية. ولقد كان الخوف من المستقبل المجهول هو الشبح المحرك لكافة المصريين، فلا يكاد تجد مصريًا واحدًا ذكرًا أم أنثى، غنيًا أم فقيرًا، إلا ويسيطر عليه الخوف على حقوق ومستقبل النشء والجيل الجديد، رافعًا شعار "مش مهم أنا المهم ولادنا والشباب الصغير يعيش كويس".

ولعل مراجعاتى للعديد من الأدبيات والقراءات المختلفة قد ألقت نظرى وجذبته إلى مفهوم منظومة يحقق للمصريين آمالهم المرجو وهو "التنمية المستدامة". فلقد بات من الواضح أن التنمية كانت وما زالت وستظل تحتل نصيب الأسد فى عقول النخب والجماهير، ومن هنا كثرت الخطابات السياسية والدينية والمؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية التى تتناول تلك القضية.

وكغيره من المفاهيم الأخرى شهد مفهوم التنمية تطورًا، حيث تم الانتقال من المفهوم التقليدى للتنمية والذى يركز على معدل النمو الاقتصادى ليتضمن المفهوم أبعادًا أخرى اقتصادية وسياسية وبيئية، وأصبحت التنمية تعرف بمصطلح آخر وهو التنمية المستدامة. وهى تلك التنمية الاقتصادية والبيئية والسياسية والاجتماعية، التي تُلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة ومراعاة الاحتياجات المستقبلية.

وفى هذا الإطار يبرز مفهوم التنمية المستدامة كأحد الشروط لضمان الأمن القومى؛ فلم يعد الأمن مقصورًا على الأمن العسكري، وإنما أصبح الحديث منذ الثمانينيات من القرن العشرين حول تحول مفهوم الأمن إلى مفهوم الأمن الإنسانى بما يتطلبه ذلك من تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

وفى ضوء الإحصائيات والتقارير الرسمية وغير الرسمية حول مؤشرات الأمن القومى والإنسانى المصرى، يجد المتأمل أن الوضع بات خطيرًا وأصبح الحديث عن قرض صندوق النقد باعتباره طوق النجاة. ولكن الحكيم من الناس ينظر إلى الرئيس مرسي بعين ناصحة داعيًا إياه ألا يكون النمو الاقتصادى كعادة الحكومات المصرية هو منتهى طموحه وإنما استدامة التنمية واستفادة أوسع قطاع ممكن من الشعب المصرى من عوائدها.. فهل يستجيب المريض لنصح طبيب محب، أم يظل العناد والغطرسة عنوان إدارة الدولة وقضاياها؟؟!!.

 

عدد التعليقات 0

     
الاسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
أدخل الرقم التالي