دور الجامعات الصينية في تنمية المجتمع الصيني، ومقارنتها بمصر
د. نادية حلمي: خبيرة في الشئون السياسية الصينية
الكاتب : د. نادية حلمي
الخميس 21 فبراير 2013 الساعة 02:37 مساءً
تعتبر "التجربة الصينية" واحدة من التجارب التي أدهشت المجتمع الإنساني حيث لفتت انجازات التنمية المستدامة والمتسارعة خلال الـ 30 عاماً من تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح الكثير من العلماء والباحثين داخل وخارج الصين واتخاذها كنموذج للدراسة والمناقشة وتلخيص التنمية في الصين منذ الإصلاح والانفتاح وتعميق فهم الناس معنى الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. حيث أن "التجربة الصينية" هي رؤية جديدة تختلف عن الرؤية الماوية التي تذهب باتجاه الانفتاح على العالم الخارجي ولاسيما العالم الغربي، وإحداث إصلاحات اقتصادية تكون كفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي للصين ومن ثم تحقيق مستويات مرضية من الرفاهية للمواطن الصيني(1).
وتعد "التجربة الصينية" التي قادها الزعيم الصيني "دينج شياو بينج" منذ عام 1978 واستمر على نهجه من جاء بعده، تجربة فريدة من نوعها وهي محط إعجاب العالم واستطاعت هذه التجربة من خلال نجاحاتها أن ترتقي بالصين إلى مكانة متقدمة بين الدول على الصعيد العالمي، خاصة في مجال التعليم العالي، باعتباره الموضوع محل النقاش في ورقتنا البحثية، وستتناول الباحثة خلال هذه الورقة البحثية النقاط التالية:
1- نبذة عن الجامعات الصينية
2- نظام الدراسة في الصين
3- الطلاب الأجانب في الصين
4- دراسة اللغة الصينية
5- الاختبار القياسي للغة الصينية (HSK)
6- النظام الدراسي في الصين
7- مراحل الدراسة (Stages of study) في الصين
8- نظام المعدلات والعلامات (Grading System)
9- تجربة إصلاح نظام التعليم الجامعي في الصين
10- جودة الجامعات الصينية
11- الصين وقضية ربط الجامعات والتعليم بالمجتمع الصيني
12- مقارنة بين التجربة الصينية والتجربة المصرية في مجال إصلاح التعليم الجامعي وربطه بالمجتمع
13- الخلاصة (تأمل التجربة الصينية في مجال ربط التعليم بالمجتمع ومقارنتها بمصر)
نبذة عن الجامعات الصينية:
منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أولت الحكومة الصينية قضية التربية والتعليم اهتماماً أولياً، واتخذت مهمة رفع المستوى الثقافي لدى الشعب في كل البلاد مهمة أساسية لتوطيد قاعدة الدولة. ومنذ عام 1978 الذي بدأ فيه الإصلاح والانفتاح على الخارج، تطورت قضية التعليم الصينية على مختلف المستويات والأشكال بخطوات ثابتة. واستمر إصلاح نظام إدارة التعليم العالي في تعميقه، وزاد تعديل هياكل المدارس الابتدائية والإعدادية.
وأشارت الإحصائيات الجديدة إلى أنه في نهاية عام 1998، كان في كل البلاد 1022 جامعة عامة، يدرس فيها 3.4 مليون طالب. يرجع تاريخ التعليم العالي الصيني الحديث إلى ما قبل مائة سنة، وينقسم التعليم العالي في الصين إلى التعليم الاختصاصي (المهني) والتعليم النظامي العادي والتعليم لطلاب الماجستير والتعليم لطلاب الدكتوراه. وعادة ما يدرس الطلاب الدراسة التخصصية (المهنية) لمدة ثلاث سنوات، وطلاب البكالوريوس لمدة أربع سنوات، وطلاب الماجستير والدكتوراه لمدة ما بين ثلاث وخمس سنوات(2).
وصل مجموع الجامعات الصينية حوالي 3000 جامعة، منها 1300 جامعة حكومية. كما توجد عدة أنواع من الجامعات، منها جامعات عادية ومدارس مهنية على مستوى عال. وفي الصين يجب على الطلاب أن يشاركوا في امتحانات عامة قبل التحاقهم بالجامعات. وتحدد وزارة التعليم الصينية أو الدوائر التعليمية على مستوى المقاطعة مواضيع الامتحانات وتقر الحد الأدنى للقبول وفقاً لنتائج الامتحانات. وخلال السنوات الأخيرة بذلت الدوائر التعليمية الصينية الجهود لتطوير التعليم العالي حيث زادت الجامعات الصينية معدل قبولها للطلاب بنسبة كبيرة خلال السنوات المنصرمة كما ازداد عدد الطلاب الجامعيين عدة أضعاف بالمقارنة مع عام 1998 إذ بلغ أكثر من 20 مليون طالب هذا العام كما ارتفع معدل التحاق الطلاب بالجامعات من 10% عام 1998 إلى 17% حالياً من خريجي التعليم العام؛ كما شهد مجال الدراسات العليا تطوراً كبيراً أيضاً.
كان للصين المؤسسات التعليم العالي أشكال مختلفة من حوالي 31 مليون طالب في عام 2010، بزيادة قدرها 35 في المائة مقارنة بعام 2005، وفقاً لمصلحة الدولة للإحصاء في مارس.
وفقاً للمصادر، بحلول عام 2010، دعمت الصين اختيار ما مجموعه أكثر من 1.800 أعضاء في "برنامج علماء تشانغ جيانغ"، والتي تضم أساتذة وأساتذة متميزين في جميع أنحاء العالم( ).
نظام الدراسة في الصين:
يحتوي نظام الدراسة الجامعية بجمهورية الصين الشعبية على العديد من المجالات أهمها: الفلسفة، الاقتصاد، القانون، الرياضيات، الصحة الجسمانية، الآداب، التاريخ، علوم طبيعية، هندسة، طب، صيدلة، علوم إدارية وعلوم عسكرية، وغير ذلك.
عدد سنوات الدراسة المطلوبة للحصول على البكالوريوس عادة تكون ما بين 4 إلى 5 سنوات حسب المجال، ودرجة الماجستير تتطلب دراسة تمتد إلى 3 سنوات، أما الدكتوراه فتمتد إلى 4 سنوات. تلك الفترات الزمنية لا تشمل دراسة اللغة الصينية والتي هي من متطلبات قبول الطلاب الأجانب، وهي في الغالب سنة دراسية تختتم باختبار اللغة الصينية (HSK).
بعد ذلك ينتظم الطالب المقبول للدراسة في إحدى الجامعات أو الكليات الجامعية الصينية وفق خطة دراسية سنوية تقسم إلى فصلين دراسيين تتخللهما عطلتان هما عطلة عيد الربيع (نهاية شهر فبراير – منتصف شهر مارس) والعطلة الصيفية الطويلة (يوليو – أغسطس) يدرس الطالب الأجنبي جنباً إلى جنب مع الطالب الصيني داخل قاعات الدرس ويتلقى كافة البرامج الدراسية لتأهيله والتي تشمل بعض الزيارات الميدانية والرحلات العلمية وأداء التجارب العلمية حسب ما يقتضيه اختصاصه، كما أن هناك بحثاً علمياً يقدم في السنة الأخيرة من الدراسة كاستيفاء جزئي لنيل درجة البكالوريوس وتأكد لنا مؤخراً أن فترة الدراسة للحصول على الماجستير يمكن أن تقتصر على السنتين بدلاً من الثلاث سنوات في بعض التخصصات.، وعلى الأخص التخصصات ذات الطابع النظري، ولكن مع مضي مدة لا تقل عن عام واحد على الأقل لدراسة اللغة الصينية داخل مراكز تعلم اللغة الصينية المنتشرة داخل الجامعات الصينية(3).
تمتلك الجامعات الصينية كل ما تحتاجه الجامعات الحديثة من وسائل تعليمية ومختبرات علمية وانترنت، وفي جانب آخر يوجد لدى معظم الجامعات الصينية مكتب خاص لمساعدة الطلاب الأجانب لإدارة شؤونهم الدراسية والأمور المتعلقة بالسكن والتأشيرة ويسمى مكتب الطلاب الأجانب (International Office).
الطلاب الأجانب في الصين:
حسب الإحصائية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في الصين في مطلع العام 2012، فقد بلغ عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الصين 292611 طالباً من 194 دولة ومنطقة يدرسون في 660 مابين جامعة ومعهد ومؤسسة أكاديمية حتى العام 2011. وقد زادت نسبة الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الصين بنحو 10% مقارنة بما كان عليه عام 2010. وبلغ عدد الطلاب الفائزين بالمنحة الدراسية من الحكومة الصينية 25687 طالباً بزيادة 15 % مقارنة بما كان عليه عام 2010، كما بلغ عدد الطلاب ذوو التمويل الذاتي 266924 طالباً بزيادة 10% مقارنة بما كان عليه عام 2010.
مع ملاحظة زيادة في عدد المنح التعليمية المخصصة للطلاب من مختلف البلدان، خاصة من الدول الأفريقية، رغبة من الحكومة الصينية في توطيد علاقاتها مع بلدان ودول هذه القارة، خاصة فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية، والاستثمار في مجالات أخرى عديدة، لذا فتأتي هذه المنح نابعة من حرص الحكومة الصينية على العمل على إعداد كوادر أفريقية قادرة على التعامل مع اللغة الصينية، والتواصل مع الصينيين في المستقبل(4).
دراسة اللغة الصينية:
بدأت سياسة الانفتاح الاقتصادي في الصين منذ العام 1980، وبعد ذلك تبعتها سياسة الانفتاح الثقافي والذي يشمل تقديم خدمات التعليم العام والعالي للأجانب، ودلت تجارب الكثيرين ممن درسوا في هذه البلاد أن الشرط المهم جداً والأساسي الذي وضعته وزارة التعليم الصينية هو تعلم اللغة الصينية للطالب القادم من البلاد الأجنبية لهو شرط صائب ويجب أن يحرص على تحقيقه الطالب الأجنبي بكل جد واجتهاد حتى يعينه ليس على الدراسة فحسب بل على الحياة والتعامل مع الصينيين.
الاختبار القياسي للغة الصينية (HSK):
هو أحد المتطلبات للدراسة الجامعية بالصين للطلاب الأجانب وتشرف عليه جامعة بكين للغات والثقافة؛ يقسم بدوره إلى 3 مستويات A B C وتكون على حسب عدد الكلمات التي يجيدها المتعلم والتي تنحصر ما بين 400 – 3000 كلمة، عادة تقوم الجامعة الصينية التي سيلتحق بها الطالب الأجنبي بتقديم خدمة تعليم اللغة الصينية وإرشاده في إجراءات الاختبار لها في الوقت المناسب وعادة ما يشرف على ذلك مكتب الطلاب الأجانب في الجامعة.
النظام الدراسي في الصين:
أ. أنواع مؤسسات التعليم العالي الصينية:
- جامعة University
- كلية College
- معهد متخصص Institution Specialized
ب- السنة الأكاديمية (Academic Year):
وتبدأ من سبتمبر وتنتهي في يوليو. لغة التدريس: اللغة الصينية.
ج- شروط القبول للمرحلة الجامعية الأولى:
* وتشترط غالبية الجامعات:
- أن لا يزيد عمر الطالب في المرحلة الجامعية الأولى عن 25 سنة.
- أن يكون حاصلاُ على الثانوية العامة الصينية (Diploma) أو ما يعادلها.
- في بعض التخصصات (الطب، الزراعة، الهندسة، والعلوم) يطلب من الطلبة التقدم لامتحانات معيارية في السفارة الصينية في بلد الطالب.
- اجتياز متطلبات اللغة الصينية ويطلب من الطلبة دراسة كورسات اللغة الصينية لما يقارب السنة الكاملة في جميع التخصصات ما عدا تخصصات الآداب والطب الصيني التقليدي حيث يطلب منهم إمضاء سنتين لدراسة اللغة الصينية الابتدائية.
- إثبات مالي بمواصلة الدراسة.
- التواصل بين الطالب الأجنبي وبين مكتب الطلبة الأجانب الموجود في كل الجامعات الصينية تقريباً، لحل أي مشكل تعرقل الطالب الأجنبي(6).
مراحل الدراسة (Stages of study):
1. التعليم غير الجامعي (ما بعد الثانوية) Higher Education (Non) University):
تقدم العديد من المدارس المتخصصة والفنية ما يقارب (400) تخصصاً تتضمن تخصصات في الصناعة، والإلكترونيات، والهندسة والتجارة، حيث يمتد برنامج الدراسة لما بين سنتين إلى ثلاث سنوات يمنح الطالب على إثرها درجة الدبلوم (Diploma) أو (Associate) وتسمى (Zhuan Ke) .
2. التعليم الجامعي (University Level): وتشمل ثلاث مراحل، يمكن التعرف عليهم كالآتي:
* المرحلة الأولى (Undergraduate)
وتتضمن هذه المرحلة دراسة أربع سنوات دراسية تقود الطالب في نهايتها للحصول على درجة البكالوريوس المسماة (Xue shi) وأما تخصصات الطب وبعض التخصصات الفنية فيتطلب البرنامج إنهاء خمس سنوات دراسية بنجاح.
* المرحلة الثانية (Postgraduate)
يستطيع الطالب الحصول على درجة الماجستير أو ما يسمى (Shuo shi) بعد ثلاث سنوات دراسية من حصوله على درجة البكالوريوس. وضمن هذا البرنامج ستخصص دراسة نصف هذه المدة تقريباً للمواد الدراسية المختلفة يتبعها كتابة الأطروحة والدفاع عنها.
* المرحلة الثالثة (Doctorate)
وبدراسة ثلاث سنوات أخرى على الأقل بعد الماجستير، يمنح الطالب درجة الدكتوراه المسماة (Bo shi) والتي تتضمن قيام الطالب بإعداد أطروحة الدكتوراه والدفاع عنه(7).
نظام المعدلات والعلامات (Grading System):
وتعتمد مؤسسات التعليم العالي الصينية النظام المئوي حيث تعتبر العلامات (90 – 100%) ذات تقدير ممتاز، وتعتبر علامة النجاح (60%) وأما علامات الرسوب فمن ( 0-59%) وعند بعض الجامعات يتم استخدام النظام الأمريكي ذا الحروف (A,B,C,….. ) والتقديرات المتعارف عليها ضمن هذا النظام. وذلك وفق ما أقرته اللجنة المنبثقة عن مجلس التربية والتعليم بشأن إصلاح النظام التعليمي الجامعي في الصين، ووضع أسس ومعايير يسير عليها في كافة البلاد(8).
تجربة إصلاح نظام التعليم الجامعي في الصين:
تعد تجربة إصلاح التعليم الجامعي في الصين رائدة، فقد كانت مؤسسات التعليم العالي (جامعات وكليات ومعاهد) والتي بلغ عددها 1604 مؤسسة تعليمية، تخضع لإشراف الحكومة المركزية والمحلية، وبالرغم من ظهور نواحي إيجابية إلا أنه أدى إلى ظهور قصور كبير في الجوانب التالية:
- أولاً: أن قيام الحكومة بتمويل المؤسسات التعليمية ذات الأعداد الهائلة حيث دائماً ما تجد نفسها عاجزة عن توفير التخصصات المالية المطلوبة.
- ثانياً: كان التعليم العالي في عزلة عن التنمية الاقتصادية التي يتجه إليها المجتمع فقد جاءت كل إنجازات البحث العلمي بالمؤسسات العلمية غير مطابقة لاحتياجات المجتمع الصيني.
لذا رأت اللجنة التعليمية الصينية عام 1985 أن أفضل حل لهذه الأزمة هو أن تخفف الدولة من قبضتها على المؤسسات التعليمية، وأن تشرف على هذه المؤسسات عن بعد، تاركة للمؤسسات التعليمية حق الإدارة الذاتية، مع السعي في الحصول على الدعم المالي المطلوب من المجتمع نفسه، وبذلك أصبح على الجامعات أن تتخذ القرارات التي تراها ملائمة لظروفها بما يحقق في النهاية الأهداف التي تسمو إليها(9).
لذلك اتخذت بعض الجامعات وسائل مختلفة منها:
1- التوسع في خدماتها لتشمل أكثر من مجال، وبذلك تنعم هذه المؤسسات بالدعم المادي من الحكومة المركزية والمحلية مما جعل هذه المؤسسات التعليمية ذات إدارة مشتركة وبذلك لعبت دورا إيجابيا في دعم الاقتصاد والتنمية المحلية.
2- إن أفضل سبيل اتخذته الجامعات الصينية هو الاندماج مع الشركات والتنظيمات الاجتماعية اعتقاداً منها إن اندماج التدريس مع البحث العلمي والإنتاج سيسد الفجوة بين التنمية الاقتصادية والمجتمع، وبذلك أوجدت لنفسها دعما ماليا من مصدر جديد بالإضافة إلى ما تتلقاه من دعم مالي من الحكومة المركزية والحكومات المحلية.
3- الاندماج مع جامعات أخرى بهدف الاستفادة المشتركة من إمكانياتها العلمية والمالية ولتخفيف حجم تكاليف العملية التعليمية، فهما تشاركان بعضهما في الاستفادة من المعامل والمدرسين والمكتبات الخاصة بهما وتدريب الخريجين والمدرسين.
4- فرض رسوم دراسية على الطلبة الصينيين ومضاعفة المبالغ على الطلبة الأجانب.
وشمل إصلاح التعليم العالي في الصين وضع حوافز مالية واعتبارية للجامعات التي تحتل مراكز علمية متقدمة على نطاق الصين والعالم. وإصلاح هيكل المواد الدراسية بالجامعات، لذا خفضت عدد التخصصات العلمية التي بلغت 813 تخصص إلى 504 وذلك بهدف التركيز على التخصصات التي تواكب حاجات المجتمع واقتصاد السوق والتطور العلمي والتكنولوجي وترك التخصصات المتشابهة التي لا طائل من تعلمها كما سمحت الجامعات لطلابها باختيار المواد والتخصصات التي يرغبون في دراستها.
جودة الجامعات الصينية:
ومن أجل رفع مستوى جودة الجامعات الصينية اعتمدت الصين على فلسفة التصنيفات ومقارنة أداء جامعاتها بالجامعات العالمية، ويعود تاريخ تلك التصنيفات إلى العام 1985، وفيما يعتقد البعض أن الصين تمتلك تصنيف شنغهاي الشهير فقط، إلا أن الواقع غير ذلك على الإطلاق، فالصين رائدة في أدوات التصنيف، حيث إن لديها اليوم أكثر من 30 تصنيفاً تابعاً لأكثر من 13 مؤسسة رصد عبر الصين. ويعد تصنيف شنغهاي الذي يديره معهد التعليم العالي في جامعة شنغهاي جياو تونغ أشهر تلك التصنيفات، وما يميزه عن غيره من التصنيفات العالمية الأخرى أنه يركز على الجانب البحثي بشكل كبير، وهو يهدف إلى خلق جامعة عملاقة على المستوى العالمي، الأمر الذي دعا بعض وسائل الإعلام إلى وصف مشروع إعداد 100 جامعة للمنافسة على المستوى الدولي بأنه يشبه بناء "حاملات طائرات" في مجال التعليم العالي.
* ومن الإجراءات الإضافية المميزة التي قامت بها الحكومة الصينية في هذا الشأن عدم ربط التمويل الحكومي بحجم الجامعة أو عدد طلابها، بل بمؤشرات نجاحها ومكانتها في سلم تصنيف الجامعات محلياً ودولياً.
ومن الإجراءات المتخذة للرفع من مستوى الجامعات الصينية، قامت الحكومة بتحديد أفضل مؤسسات التعليم العالي لتشملها بالرعاية الخاصة, حيث أطلقت الحكومة الصينية "مشروع 211 الهادف إلى بناء 100 مؤسسة في التعليم العالي على مستوى عال تتناسب مع متطلبات القرن الـ 21".
وقد كانت لهذه الجامعات المائة مميزات مالية تختلف عن باقي الجامعات الأخرى.
وقامت الحكومة الصينية أيضاً بإطلاق "مشروع 985" الذي استمد اسمه من الشهر والسنة التي أطلق فيها مايو 1985 والمعلومات شحيحة عن هذا المشروع ولكنه إجمالاً يهدف إلى تأهيل جامعات مميزة بحثياً للمنافسة على المستوى العالمي، وركز المشروع على عشر جامعات هي: جامعة بكين، وجامعة فودان، ومعهد هاربين للتكنولوجيا، وجامعة نانجينغ، وجامعة شنغهاي جياو تونغ، وجامعة تشينغهوا، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة شيان جياو تونغ، وجامعة تشجيانغ(10).
الصين وقضية ربط الجامعات والتعليم بالمجتمع الصيني:
من أجل مواكبة التنمية التقنية والعلمية، قطعت قضية التعليم الصيني شوطاً كبيراً في مسيرة التقدم، فمنذ عام 1993 أصدر مجلس الدولة "منهاج إصلاح وتطوير التعليم الصيني" و "أفكار حول تنفيذ المنهاج"، ورسم خطة عظيمة لإصلاح وتطوير قضية التعليم الصيني في المستقبل. ووضعت لجنة الدولة للتربية والتعليم "الخطة الخمسية التاسعة لقضية التعليم الصيني وخطة تنمية التعليم عام 2010".
وعقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة المؤتمر الوطني للتعليم في بكين في الفترة ما بين15 و18 يونيو عام 1999 وأدلى "جيانغ تسه مين" السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية أمام المؤتمر بخطاب هام أكد فيه "يجب على الحكومات بمختلف مستوياتها ضمان إعطاء الأولوية للتعليم عند إعداد خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية"(11).
وأضاف الرئيس الصيني أن التعليم مدى الحياة يعد اتجاهاً لا مناص منه في أي مجتمع متقدم ولا بد أن تفتح المدارس أبوابها لتوفير برامج للحصول على شهادات ومواصلة تعليم الكبار والتدريب المهني ولا بد من إتاحة فرص التعليم المتنوع لجميع المواطنين. وقال انه ينبغي نشر الأهداف الأساسية بين الطلبة خلال فترة التعليم الالزامى لمدة 9 سنوات والوفاء بالطلب على التعليم الأساسي ورفع مستوى العاملين عموماً.
وحث جيانغ الحكومات على جميع المستويات على إتاحة فرص تعليم عادلة للشعب وزيادة المساعدات التعليمية في المناطق الفقيرة وللعائلات الفقيرة. ومن أبرز ومظاهر ربط التعليم والجامعات ودورها بالمجتمع بشكل عام، تعمل الحكومة الصينية على الآتي(12):
1- مع قيام نظام اقتصاد السوق الاشتراكي وتعمق الإصلاح في مختلف المجالات، صار موضوع الإصلاح في نظام التعليم العالي وربطه بالمجتمع مفتاحاً لإجراء الإصلاحات الأخرى في التعليم العالي.
2- التوسع في إنشاء الجامعات بالأقاليم والمناطق الفقيرة. مع توجيه عناية خاصة لتطوير التعليم في المناطق الريفية وضمان زيادة تمويل التعليم الريفي". واعتبرت الحكومة الصينية أن "التعليم هو القاعدة الأساسية للحصول على المعرفة ونشر المعلومات والتطبيقات وهو مهد تدريب الأفراد على روح الابتكار".
3- العمل على ترتيب العلاقات بين الحكومة والمجتمع والجامعات وجعلها معقولة، وإقامة آلية التخطيط والإدارة الموحدة من قبل الحكومة وإتقانها وإنشاء نظام جديد يسمح للجامعات بإدارة شؤونها هي بنفسها حسب حاجات المجتمع وعلى أساس ما ينص عليه القانون. وبعد سنوات من الجهود، أحرزت الجامعات تقدماً معيناً في إصلاحها في النظام التعليمي والنظام الادارى والنظام الاستثماري ونظام إدارة الأفراد ونظام التوزيع.
4- اعتبار أن المهمة الإستراتيجية لقطاع التعليم والحزب والمجتمع ككل هو تدريب مجموعات من القادة الأكاديميين والمهنيين الموهوبين الذين يستطيعون المنافسة في الساحة العلمية والتكنولوجية العالمية.
5- توفير تدريب مهني للأفراد غير القادرين على استكمال التعليم العالي ويمكن أن يتطور التعليم العالي بطرق مختلفة منها التعليم الفني العالي بين الجماعات السكانية، مع توسع الجامعات في قبول مزيد من الطلبة للوفاء بالطلب العام على التعليم العالي واعتبار أن الكليات غير الحكومية ينبغي أن تلعب دوراً مكملاً.
6- العمل على تغيير مفاهيم التعليم وأساليبه التي تعوق الإبداع لدى الطلبة خاصة اعتماد نظام التعليم على معيار درجات الاختبارات كأساس وحيد لتقييم التحصيل التعليمي(13).
* ومن أبرز مظاهر نجاح الحكومة الصينية ممثلة في الحزب الشيوعي الحاكم في إصلاح نظام التعليم الجامعي، وربطه بالمجتمع، يمكن إبرازها كالآتي(14):
* أولاً: نجاح الحكومة الصينية في دعم استقلالية الجامعات، فقد كانت مؤسسات التعليم العالي (جامعات وكليات ومعاهد)، والتي بلغ عددها 1604 مؤسسة تعليمية تخضع لإشراف الحكومة المركزية والمحلية، وعملت الحكومة على دعم استقلاليتها.
* ثانياً: قيام الحكومة الصينية بتمويل المؤسسات التعليمية ذات الأعداد الهائلة، والتي دائماً ما تجد نفسها عاجزة عن توفير التخصصات المالية المطلوبة.
* ثالثاُ: تشجيع الشباب الصيني داخل الجامعات الصينية على المشاركة السياسية في المجتمع، والانضمام لعضوية الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد. فلا يختلف أحد على أن كل مواطن صيني له الحق في المشاركة في الجانب السياسي. في ظل نظام سياسي مختلف، الناس لديهم العديد من القنوات من المشاركة السياسية. ومع ذلك، فإن مسار المشاركة السياسية في الصين، تحت حكم الحزب الشيوعي الصيني (CCP)، يختلف عن الدول الديمقراطية الأخرى حيث واجهت حركة الإصلاح الاقتصادي والسياسي تغييرات كبيرة في الصين منذ عام 1990، وهذه التغييرات قد تؤثر على تجنيد أعضاء جدد في الحزب الشيوعي مثل: يتأثر قرار الانضمام لعضوية الحزب والمشاركة السياسية فيه بصورة الحزب السياسي في أذهانهم، كذا تلعب القناعة السياسية والفرص التي يقدمها الحزب لأعضائه على دوافع الانضمام إلى الحزب(15).
* وفي دراسة حديثة على طلبة الجامعات الصينية، حول رغبتهم في المشاركة السياسية، والانضمام لعضوية الحزب الشيوعي، فجاءت النتيجة أن أكثر من نصف طلاب الجامعات الصينية يرغبون في الانضمام والمشاركة السياسية به(16).
* ثالثاً: الربط بين التعليم العالي ودور الجامعات في المجتمع الصيني، وتحقيق التنمية الاقتصادية التي يتجه إليها المجتمع فقد جاءت كل إنجازات البحث العلمي بالمؤسسات العلمية غير مطابقة لاحتياجات المجتمع الصيني.
لذا رأت اللجنة التعليمية الصينية عام 1985 أن أفضل حل لهذه الأزمة هو أن تخفف الدولة من قبضتها على المؤسسات التعليمية، وأن تشرف على هذه المؤسسات عن بعد، تاركة للمؤسسات التعليمية حق الإدارة الذاتية، مع السعي في الحصول على الدعم المالي المطلوب من المجتمع نفسه، وبذلك أصبح على الجامعات أن تتخذ القرارات التي تراها ملائمة لظروفها بما يحقق في النهاية الأهداف التي تسمو إليها، لذلك اتخذت بعض الجامعات وسائل مختلفة منها:
1- التوسع في خدماتها لتشمل أكثر من مجال، وبذلك تنعم هذه المؤسسات بالدعم المادي من الحكومة المركزية والمحلية مما جعل هذه المؤسسات التعليمية ذات إدارة مشتركة وبذلك لعبت دوراً إيجابياً في دعم الاقتصاد والتنمية المحلية.
2- إن أفضل سبيل اتخذته الجامعات الصينية هو الاندماج مع الشركات والتنظيمات الاجتماعية اعتقاداً منها إن اندماج التدريس مع البحث العلمي والإنتاج سيسد الفجوة بين التنمية الاقتصادية والمجتمع، وبذلك أوجدت لنفسها دعماً مالياً من مصدر جديد بالإضافة إلى ما تتلقاه من دعم مالي من الحكومة المركزية والحكومات المحلية.
3- الاندماج مع جامعات أخرى بهدف الاستفادة المشتركة من إمكانياتها العلمية والمالية ولتخفيف حجم تكاليف العملية التعليمية، فهما تشاركان بعضهما في الاستفادة من المعامل والمدرسين والمكتبات الخاصة بهما وتدريب الخريجين والمدرسين.
4- فرض رسوم دراسية على الطلبة الصينيين ومضاعفة المبالغ على الطلبة الأجانب(17).
وشمل إصلاح التعليم العالي في الصين وضع حوافز مالية واعتبارية للجامعات التي تحتل مراكز علمية متقدمة على نطاق الصين والعالم. وإصلاح هيكل المواد الدراسية بالجامعات، لذا خفضت عدد التخصصات العلمية التي بلغت 813 تخصص إلى 504 وذلك بهدف التركيز على التخصصات التي تواكب حاجات المجتمع واقتصاد السوق والتطور العلمي والتكنولوجي وترك التخصصات المتشابهة التي لا طائل من تعلمها كما سمحت الجامعات لطلابها باختيار المواد والتخصصات التي يرغبون في دراستها(18).
مقارنة بين التجربة الصينية والتجربة المصرية في مجال إصلاح التعليم الجامعي وربطه بالمجتمع
إن التجربة الصينية في مجال إصلاح التعليم الجامعي، وربطه بالمجتمع من نواح مختلفة لهي تجربة رائدة ومختلفة، وتستحق التأمل والدراسة، فعند النظر إلى التجربة المصرية في مجال ربط الجامعة بالمجتمع (ومن منظور تطبيقي)، يتضح لنا الآتي:
1- مازالت ثقافة الحوار في مصر غير مفعلة، وهي التي تشمل بيئة المؤسسات التعليمية، المؤلفة من عضو هيئة التدريس والطالب والمواد. بينما الوضع في الصين مختلف حيث تم ربط الجامعة بالمجتمع، ودعم استقلالية الجامعات الصينية في مواجهة الحكومة المركزية.
2- ميزانية البحث العلمي في مصر مازالت غير كافية لمواكبة التطورات العالمية، بينما على النقيض تماماً فإن الحكومة الصينية تخصص جزءاً كبيراً من الدخل القومي السنوي للبلاد في تطوير البحث العلمي، والإنفاق عليه وربطه بالمجتمع، وتكفل له ميزانية ضخمة.
3- مازال المجتمع المصري يعاني من غياب التعاون والتنسيق المشترك بين جامعاته المختلفة ومراكزه البحثية العديدة، بحيث يلعب كل منهم دور منفصل عن الآخر، ولكن الوضع في الصين مختلف حيث كان التعاون ما بين الجامعات له دوراً بارزاً في ثقافة المجتمع الصيني لتبادل الخبرات، ويتأتى ذلك عبر شبكات الاتصال الإلكترونية، وعمل محاضرات وأبحاث مشتركة للارتقاء بمجمل العملية التعليمية وربطها بالمجتمع الصيني.
4- الجامعات في مصر مازال دورها غير مفعلاً في مجال الاهتمام بالأنشطة الطلابية بشكل كبير، بحيث تخصص له ميزانية ضخمة، بينما تقف التجربة الصينية على النقيض الآخر في الاهتمام بمثل هذه الأنشطة الطلابية المختلفة، والذي يظهر من خلال المحاضرات الصيفية والمؤتمرات وورش العمل والنشاطات اللامنهجية والمهرجانات والاحتفالات واللقاءات العامة والرحلات الترفيهية الجماعية والندوات التفافية والعلمية واتحادات الطلبة والمسؤولية الاجتماعية وتقديم العون والمساعدات للطلبة والمحتاجين والتعاون مع المؤسسات الوطنية وعقد الدورات التدريبية، وكذلك من خلال وجود قاعات المكتبة والأرشفة الإلكترونية ووجود المطاعم وصالات الطعام.
* ولكن مازالت بعض نواحي القصور قائمة في التجربتين الصينية والمصرية في مجال ربط الجامعة بالمجتمع، والتي تبرزها الباحثة على النحو التالي:
1- أن توفر الجامعات قاعات متخصصة من أجل تنظيم ما يسمى بالمؤتمر الإلكتروني (Electronic conference)، وذلك من أجل توفير حوارات تفاعلية ما بين الطلبة.
2- عقد لقاءات دورية ما بين الطلبة ورئاسة الجامعة والهيئات الإدارية والتدريسية تساعد في تنمية ثقافة الحوار وإبداء الرأي.
3- تفعيل دور اتحادات الطلبة في عقد الندوات وورش العمل الحوارية والثقافية والقيام بأي نشاطات أخرى تعزز دور ثقافة الحوار في الجامعات.
4- إنشاء مراكز للحوار الحضاري الكوني هو مهمة أساسية في الجامعات، تعيد إلى العلوم الإنسانية مكانتها وسط ضغوط العلوم المادية، والتأثير الذي تتركه التكنولوجيات على العقول والنفوس. ومثل هذه المراكز تثبت أن العلم في المواد الإنسانية لن يكون مجرداً عن أهداف المواد العلمية التي يتطلبها العصر المادي.
5- نقل الحوار إلى خارج نطاق كل جامعة. فالشباب المتعلم والمثقف هو المؤهل طاقة، واستعداداً فكرياً ونفسياً وجسدياً وعملياً، لتشكيل كتلة بشرية فاعلة تسعى لإيجاد أيديولوجية كونية جديدة تهدف إلى تحقيق روحية التفاهم والتعاون بدلاً من روحية الصراع والاقتتال والعنف.
الخلاصة (تأمل التجربة الصينية في مجال ربط التعليم بالمجتمع ومقارنتها بمصر):
ألا يحق لنا أن نعتبر تجربة الشعب الصيني الموحد ذو الـ 1300 مليون والذي يتكون من 56 قومية رائدة وتستحق الدراسة والتأمل خصوصا في مجال التربية والتعليم لغرض الاستفادة منها في تطوير بلداننا التي لا زال التعليم فيها يسير كسير السلحفاة بل يتراجع أحيانا، وتوثيق العلاقات بكافة المجالات مع هذا الشعب الذي يتميز بالجد والإخلاص في العمل والبساطة والتواضع، فعلى الرغم من التطور الهائل الذي أحدثوه وأصبحوا يعيشون في دولة عظمى ولكنهم يؤكدون عند النقاش معهم "نحن لا زلنا دولة نامية" فرحم الله شعوبنا ودولنا التي لازال الكثير منها نائماً ولكن نومهم طويلاً ويختلف عن نوم الصينيين الذي حذر منه نابليون.
ويبقى السؤال المهم وهو: إلى أي مدي يمكن الاستفادة من التجربة الصينية التي في مجال إصلاح التعليم الجامعي وربطه بالمجتمع؟ حيث اعتمدت مؤسسات التعليم في الصين بعد إصلاحها المحور الأساسي لحدوث النمو الاقتصادي ونقل التكنولوجيا الحديثة والتطور في كافة المجالات، وتحولت الصين بموجبها إضافة إلى الاستقرار السياسي والأمني من دولة فقيرة عانت أكبر مجاعة عام 1960 راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر إلى دولة متقدمة تحتل المركز الاقتصادي الثاني في العالم. وهذه النجاحات الخلاقة في مجال التعليم كان يدعمها شعب متعطش للعلم، بدليل عدد الساعات التي يقضيها التلميذ الصيني في المدرسة، التي تبدأ من الساعة السادسة والنصف صباحاً إلى الخامسة عصراً، وهذا الشغف نابع عن الثقافة الصينية التي تحترم العلم، ولا تؤمن بأن هناك ذكاء فطرياً، بل أن النجاح مبني على المثابرة فقط. إذ أن أهم سر في تقدمهم هو اهتمامهم الكبير بالنظام التعليمي لبناء أكبر رأسمال بشري في العالم. وأخيراً، هل لنا في هذه القصة التعليمية الصينية عبرة؟
- الهـوامش
( 1)
汪留在中国的经验“,信息中心,战略研究,(2326),2010年3月15 日,”一看。وانج ليو، "نظرة على التجربة الصينية"، مركز المعلومات، دراسات إستراتيجية، العدد (2326)، 15 مارس 2010.
(2)
وانج فينجي، "الثقافة والتعليم في الصين"، وكالة أنباء شينخوا، 2006. 王凤仪,“在中国的文化与教育”,新华社,2006年。
(3)
http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?530290-%C7%E1%CA%DA%E1%ED%E3-%C7%E1%DA%C7%E1%ED-%DD%ED-%C7%E1%D5%ED%E4-3000-%CC%C7%E3%DA%C9-%E6-31-%E3%E1%ED%E6%E4-%D8%C7%E1%C8
(4)
لمزيد من التفاصيل راجع: هو جين جيان هوا، إصلاح النظام الجامعي الحديث، (الصين: مطبعة جامعة نانينج، 2001). 胡建华,现代大学制度改革,(中国:南京大学出版社,2001年)。
(5)
راجع: الإحصائية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في الصين عن: أعداد وأنشطة الطلاب الأجانب في الصين، يناير 2012. 中国教育部统计数据发布的,2012年1月在中国的外国学生的人数和活动。
(6)
راجع: الإحصائية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في الصين عن: أعداد وأنشطة الطلاب الأجانب في الصين، م س ذ. 中国教育部统计数据发布的,”运算。
(7)
http://forum.amrkhaled.net/showthread.php?530290-%C7%E1%CA%DA%E1%ED%E3-%C7%E1%DA%C7%E1%ED-%DD%ED-%C7%E1%D5%ED%E4-3000-%CC%C7%E3%DA%C9-%E6-31-%E3%E1%ED%E6%E4-%D8%C7%E1%C8
(8)
اجتماع مجلس التربية والتعليم بشأن: "إصلاح النظام التعليم العالي في الصين"، 1985. 教育委员会会议“的方式来改革中国的高等教育体系中,”1985年的中国。
(9)
مؤتمر اللجنة التعليمية الصينية عن: "سبل إصلاح نظام التعليم الجامعي في الصين"، 1985. 教育委员会会议“的方式来改革中国的高等教育体系中,”1985年的中国。
(10)
مؤتمر اللجنة التعليمية الصينية عن: "سبل إصلاح نظام التعليم الجامعي في الصين"، م س ذ. 教育委员会会议“的方式来改革中国的高等教育体系中,”运算。
(11)
密码江泽民,中国共产党和国务院的中央委员会,在会议的全国教育会议15日至1999年6月18日在北京。 كلمة جيانغ تسه مين، مؤتمر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة، في: اجتماع المؤتمر الوطني للتعليم في بكين في الفترة من١٥ و18 يونيو عام 1999 .
(12)
明晓,“中国的教育和社会的发展,”中国新闻社,1999年6月20日。 مينج شياو، "التعليم وتحقيق التنمية الاجتماعية في الصين"، وكالة أنباء الصين، 20 يونيو 1999.
(13)
明晓,“中国的教育和社会的发展,”中国新闻社,”运算。 مينج شياو، "التعليم وتحقيق التنمية الاجتماعية في الصين"، م س ذ.
(14)
刘洵,“中国大学之间的独立性和支持中央政府,”人民日报,2001年10 月1日。ليو شون، "الجامعات الصينية بين الاستقلالية ودعم الحكومة المركزية"، صحيفة الشعب اليومية، 1 أكتوبر 2001.
(15)
وانج لي، المشاركة السياسية في الصين: دراسة دوافع وأسباب المشاركة في عضوية الحزب الشيوعي بين طلبة الجامعات الصينية، (هونج كونج: معهد العلاقات الدولية، 2004)، ص113. 王力,中国的政治参与研究的动机加入中国共产党之间的大学同学,(香港,香港城市大学机构典藏,2004年,第113页。
(16)
وانج لي، المشاركة السياسية في الصين: دراسة دوافع وأسباب المشاركة في عضوية الحزب الشيوعي بين طلبة الجامعات الصينية، م س ذ، ص123. 王力,中国的政治参与研究的动机加入中国共产党之间的大学同学,作品,第123页。
(17)
刘洵,“中国大学之间的独立性和支持中央政府,”运算。ليو شون، "الجامعات الصينية بين الاستقلالية ودعم الحكومة المركزية"، م س ذ.
(18)
刘洵,“中国大学之间的独立性和支持中央政府,”运算。ليو شون، "الجامعات الصينية بين الاستقلالية ودعم الحكومة المركزية"، م س ذ.