"دراسة تحليلية عن مستويات تلوث البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية"

العراق: مشكلات الحاضر وخيارات المستقبل

الكاتب : د. علي حنوش السبت 24 نوفمبر 2012 الساعة 12:05 مساءً

يحاول المؤلف في هذا الكتاب عبر فصوله التسعة، تسليط الضوء على أوضاع المشكلات البيئتين الطبيعية والاجتماعية، ومن ثم تحديد اتجاهات خيارات المستقبل.
ففي الفصل الأول تناول المؤلف عرضاً مكثفاً لحالة البيئة في الماضي، من خلال التعرف على كيفية تكون منطقة حوض وادي الرافدين من الناحيتين الجيولوجية والجغرافية؛ فالخصائص الجيولوجية والجغرافية تلعب دوراً أساسياً في تقرير حالة الأنظمة البيئية وسماتها التي تكونت في أجزاء العراق، ولعبت النظم البيئية تلك دوراً فاعلاً في تشكيل الحضارات القديمة، ويعكس مستوى العلاقة بين النظم البيئية وبين الإنسان وشكل وطريقة استخدام الإنسان للموارد الطبيعية مستوى الإنسان والمجتمعات التي يعيش في كنفها، وقد سجلت مصادر التاريخ القديم نماذج عديدة في أشكال حماية البيئة وخصوصاً في عهد حورابي أشهر ملوك السلالة البابلية. غير أن المرحلة التي تزامنت مع نشوء الدول الإسلامية في العراق، حملت معها صيغاً جديدة في التعامل مع مكونات البيئة الطبيعية، ومنع الإسراف ومع البيئة الاجتماعية والعدل الاجتماعي وحقوق الأجيال المتعاقبة، متجسدة في الآيات القرآنية وأحاديث النبي محمد (ص) والصحابة والأفاضل (رضي الله عنهم)، وكانت سعة الموارد الطبيعية من غابات ومراعٍ وأرضٍ خصبة ومياه وافرة، ومحدودية السكان وبساطة الاستهلاك جميعها لم تشكل عبئاً على البيئة، كما أن دورة الطبيعة كانت قادرة إلى حد كبير على التعويض عما يلحق بالبيئة الطبيعية من استغلال جائر.
وتناقش الفصول الثلاثة اللاحقة أبرز موضوعات البيئة الطبيعية والتي تشمل الأرض والمياه والمناخ، ففي الفصل الثاني يجري البحث عن حالة الأرض باعتبارها الأم التي تقدم ما يقرب من 90 في المائة من احتياجات البشر، ويتوقف الكثير من مستقبل المجتمع على حالة الأرض ومستوى حمايتها من التدهور والتلوث، وتدهور بيئة الأرض يعني انخفاض قدرتها الإنتاجية، وبالتالي قدرتها على تأمين متطلبات المجتمع البشري، وغالباً ما يقترن التدهور بالاستغلال المفرط أو سوء إدارة تلك الطاقات الموردية، ويجري البحث في موضوع التصحر وأسبابه، وتقلص رقعة الأراضي الشجرية والغابات وعلاقتها بنظرية القدرة الاستيعابية وتراجع نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة وعلاقتها بالأمن الغذائي.
ويكرس الفصل الثالث للبحث في مشكلات المياه، ونتائج الصراع على المياه ما بين الدول المتشاطئة على حوض دجلة والفرات، والأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمنافسة على المياه، فالماء كما هو معروف يعتبر الركن الأساسي لمعظم الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية، ويلعب الدور الأساسي لإبقاء الإنسان وبقية الأحياء على قيد الحياة، وله ارتباط مباشر بالحياة الصحية وتطور الخدمات الإنسانية للمجتمعات البشرية، ويقدر عدد الذين يموتون يومياً بسبب الأمراض المرتبطة بالمياه بحوالي 25 ألفاً، أي بمعدل أربع ثوان لكل حادث وفاة، إن الوجود الإنساني كله يرتبط بالمياه، كما أن العوامل المرتبطة بالمحيط الجوي والأرض في تفاعل مع المياه والطاقة الشمسية والتي تؤدي إلى تحديد جوانب أساسية من المناخ، ووفرة المياه في الماضي تعكس حالة التوازن القائم آنذاك، غير أن التوازن تعرض إلى تراجع بفعل السياسات المائية للدول المتشاطئة، وكثافة إنشاء السدود والمشاريع الاروائية وسوء إدارة المياه من جهة أخرى وسيادة الأساليب التقليدية في الري، وهذه الأمور لابد وأن تقود إلى هبوط وانخفاض تلك الموارد، لقد تحول الجدل الدائر حول مستقبل المياه لبلدان حوضي دجلة والفرات إلى مصدر قلق يهدد استقرار المنطقة، وإلى أزمة موارد وكيفية استغلالها، والتي يمكن اختصارها بأزمتي الأمن المائي والأمن الغذائي في حدودها الدنيا، وتضع الدراسة تصوراً للحلول المناسبة للمستقبل المائي لبلدان الحوضين والتعاون المشترك للتخفيف من أضرار تلوث المياه، فضلاً عن أهمية التركيز على المعالجات الداخلية لاستخدام المياه بالاعتماد على الأساليب العصرية والدراسات العلمية.
وأما الفصل الرابع فيبحث في مشكلات تلوث بيئة الهواء الناجمة عن عمليات التصنيع والكثافة السكانية للمدن والتدهور النوعي للمواصلات وأبعادها الصحية والاجتماعية، ويكرس الجزء الثاني من الفصل الرابع لمناقشة موضوع المناخ، واحتمالات عن تغير بعض عوامله (كالحرارة والرطوبة وغيرها).
وفي الفصول الأربعة اللاحقة يتركز البحث حول الموارد المرتبطة بالبيئة الاجتماعية، ففي الفصل الخامس يناقش المؤلف مجموعة من المفاهيم الأساسية المتعلقة بين البيئة والتنمية ونتائجها على المستوى المحلي خلال العقود الثلاثة المنصرمة، كمفهوم التنمية المستدامة، والبيئة والتكنولوجيا والبيئة وحقوق الإنسان والفقر والبيئة والتنمية الزراعية، والتنمية الريفية، والتنمية الصناعية.
وفي الفصل السادس يجري البحث في التنمية البشرية وأبرز مكوناتها كالأمن الغذائي والأمن الصحي والأمن الشخصي والأمان الاقتصادي والتغيرات الحاصلة في العراق.
ويركز الفصل السابع في البحث حول موضوع أسلحة الدمار الشامل، وأنواعها ومراحل تطور تلك المشاريع وعلاقتها بالتلوث البيئي والأخطار الاجتماعية والاقتصادية والتنموية في العراق.
وأما الفصل الثامن فيبحث في موضوعات العنف وتجلياتها وتطورها وأخطارها في العراق. ويكرس الفصل الأخير البحث في مهمات المستقبل، على ضوء التقصي الواسع النطاق للمشكلات البيئية، وأهمية تكريس الجهود للعمل لصالح المستقبل، وتحديد مهماته.

 

تحميل الكتاب (PDF)

 



 

عدد التعليقات 0

     
الاسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
أدخل الرقم التالي